المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 14 أيار 2025 09:00:28
كتب المحرر السياسي:
يتوجه الزحليون الأحد لانتخاب بلديتهم في انتخابات كان من المفترض أن تكون محلية وإنمائية، إلاّ أنه تم تحويلها إلى ساحة معركة سياسية تستعمل فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في أغلب الأحيان.
في الفترة الأخيرة، يتعرض حزب الكتائب إلى هجمة غير مسبوقة وهي حملة ظالمة بلغت حد الافتراء طالت الحزب وتاريخه، بالإضافة إلى المبالغة بالشتم واستعمال اللغة السوقية بحق محازبيه وقيادييه المحليين.
بعيدًا عن هذه الافتراءات وبهدوء، لا بد من التذكير ببعض النقاط التي لا تحتاج في الأصل إلى تذكير فهي بالكاد مر عليها شهر من الزمن، لكننا أمام ذاكرة قصيرة للبعض بات لزامًا علينا تنشيطها.
منذ بدء المفاوضات لتشكيل لائحة انتخابية تخوض الانتخابات البلدية، كانت الكتائب أول من فتح قلبها وذراعيها، واعتبرت أن التحالف الطبيعي يكون مع "القوات اللبنانية"، ولكنها لم تقابل بالانفتاح نفسه بل بالاستهتار التام، كأن التفاوض معها هو فرض ثقيل يجب تجاوزه وإسقاطه بأسرع وقت ممكن بسبب الاتجاه إلى مكان آخر، لكنها رغم ذلك اعتمدت حسن النية واعتبرت أن هذه الطريقة ربما تكون بـ"المونة" وأكملت بالسياسة نفسها وحتى بعد إعلان التحالف مع السيدة ميريام سكاف أكملت على الدرب نفسه متجاوزة اعتبارات صعبة معمّدة بدماء شهيدين، وبقي الطرف الآخر على الأمر نفسه، ولم يبذل اي جهد للحفاظ على التحالف بل بدا أن هناك قرارًا بإبعاد الكتائب عن التحالف مع إعطاء العناية الكاملة للتحالف مع أطراف أخرى.
وهنا أصبحت الخيارات مفتوحة أمام الكتائب كفئة من نسيج هذه المدينة، فقبلت عرضًا من فئة أخرى لا خلاف عقائديًا ولا سياسيًا معها، لا بل رفعت لاءات سياسية كبيرة تم السير بها بحرفيتها والجميع يعرفها بشكل واضح.
الافتراق الموقت لم يكن عندنا بأي شكل من الأشكال معركة سياسية حادة، بل افتراق حبي ينتهي مساء الأحد ويعود الحليفان إلى قواعدهما للخوض سويًا ما هو أكبر وأهم.
وهنا لا بد من لفت النظر إلى امرين أساسيين وهما: أولًا: عندما حصل الافتراق كانت "القوات" متحالفة مع فئة ثانية زحلية وتم التضحية بالكتائب كرمى لهذه الفئة ولم تكن وحيدة كما اليوم إثر خلاف لاحق، وكانت الكتائب قد أصبحت ملتزمة بكلمة وموافقة أعطتهما وليس من عاداتها التراجع.
ثانيًا: تركت القيادة الحزبية المركزية في بيروت الحرية التامة للمحازبين في زحلة كونهم أدرى بشعاب مدينتهم ولم يكن لقيادة الحزب أي تدخل لا قريب ولا بعيد سوى مباركة ودعم ما يتوصل إليه الرفاق الزحليون وتعاطت مع الانتخابات على اعتبارها إنمائية محلية وليست ذات بعد استراتيجي كما يحاول البعض تصويرها.
إلاّ ان ما يجري حاليًا أصبح لا يطاق وفوق القدرة على التحمل وحملة الشتائم تكاد لا تتوقف، وأصبح من الواجب التدخل لإيقافها.
كما أصبح من الحاجة لتبريد الرؤوس الحامية، فالشعبوية والتعبئة لا تكونان على ظهر الكتائب وعبر نسج شائعات وأكاذيب عن تحالفات مع "حزب الله" يعلم مناصرو القوات كما غيرهم استحالتها لدى الكتائب، أما مقولة من ليس معنا هو مع "حزب الله" فأسقطتها القوات نفسها بتحالفاتها في العديد من الأقضية من الكورة وليس انتهاء ببيروت .
ولا بد من التأكيد انه ليس الكتائب من يسعى الى تغيير هوية زحلة بل هي من ثبتت هذه بالدم، ولا زالت تدفع الاثمان والشهداء حتى الأمس القريب وبوجه من يحاول تغيير هوية فيما غيرنا هرول للتحالف معه.
وفي النهاية لا بد من نصيحة إذا كان هناك من يصغي إليها، وهي بطيبة خاطر وبطريقة مجانية فاستعمال بعض الصبية الكتائبيين السابقين وتوظيفهم لشتم رفاقهم عبر صفحة زحلية تافهة هو استثمار خاطئ وساذج، فمن باع تاريخه بحفنة من المال سيعود لبيعكم لمن سيدفع له أكثر ولو بقليل.