المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 14 تشرين الأول 2020 17:52:31
قبيل ساعات من انطلاق الجولة الاولى من مفاوضات لبنان حول ترسيم الحدود الجنوبية، أعلنت قيادتا حركة أمل وحزب الله موقفا لافتا اعلنتا فيه رفضهما مشاركة شخصيات مدنية لبنانية في التفاوض، وهو أمر يناقض اتفاق الاطار الذي أعلنه الرئيس نبيه بري، ويمس بثوابت لبنان الوطنية لما يمثله من انجرار لما يسعى اليه العدو الاسرائيلي، وطالبتا المبادرة فورا الى العودة عن هذا القرار واعادة تشكيل الوفد اللبناني.
وفور انتهاء الجولة المشار اليها اعلنت مصادر مطلعة مقربة من بعبدا ان أي كلام عن تعديل الوفد اللبناني المفاوض هو في غير محله وأي تعديل قد يطرأ على تركيبة الوفد يفرضه مسار المفاوضات.
هذا ويتألف وفد التفاوض التقني لترسيم الحدود الجنوبية، من العميد الركن الطيار بسام ياسين (رئيسا) العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، الخبير القانوني نجيب مسيحي، اعضاء.
وحده المسؤول
وتعليقا على موقف حزب الله وامل ورد بعبدا، اوضح وزير الخارجية الاسبق فارس بويز، انه حسب الدستوراللبناني والقوانين الدستورية الدولية، يناط برئيس الجمهورية اجراء مفاوضات وتأليف الوفد.
حيث تنص المادة 52 من الدستور على "يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وابرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة"، وبالتالي فانه على المستوى التقني، رئيس الجمهورية هو حصرا المسؤول، وبما ان لا يمكنه التفاوض شخصيا عليه ان يؤلف الوفد الذي يرتاح له.
وقال بويز، ما تنص عليه المادة عينها حول ان "المعاهدات لا تصبح مبرمة الا بعد موافقة مجلس الوزراء واطلاع مجلس النواب"، هو امر يأتي في مرحلة لاحقة.
لا سلام ولا تطبيع
وعن تركيبة الوفد، شرح بويز انه طالما اردنا هذه المفاوضات تقنية وليس سياسية بمعنى ان الهدف منها ليس الوصول الى اي اتفاق سلام او الى التطبيع، ومن الطبيعي ان يكون رئيس الوفد عسكريا، والا يكون الاعضاء من السياسيين، وهذا ما حصل.
واعتبر ان وجود عضو هيئة ادارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط ضمن الوفد يأتي انطلاقا من ان الملف المطروح في جانب اساسي منه له علاقة باستخراج النفط، كما ان اي تفاوض يحتاج الى خبير قانوني (نجيب مسيحي) لتحديد الاطر القانونية فيه.
وبالتالي رأى بويز ان بيان "امل" و"حزب الله" هرطقة، مشددا على ان لا مشكلة بوجود خبراء يفيدون موضوع التفاوض خصوصا وان الامر لا علاقة له بالملفات السياسية. واشار الى ان هذا البيان جاء غامضا، اذ انه لا يميز بين الوفد اللبناني والوفد الاسرائيلي الذي يضم سياسيين، لكن في الواقع لا علاقة للبنان بوفد اي طرف آخر، فكل دولة حرة بان تعين الوفد الذي تريده، ولا يمكن للبنان ان يفرض على اسرائيل اعضاء وفدها.
واضاف بويز: اذا كان هذا الفريق لا يريد المفاوضات فليعلن الامر صراحة.
الاعتراف
وهل هذا البيان جاء ردا على سحب الملف من الرئيس نبيه بري؟ اجاب بويز: على العكس بري من ارسله الى عون انطلاقا من النص الدستوري، مكررا لا ارى في تأليف الوفد اللبناني اي شائبة، كما لا ارى فيه اي طابع سياسي، او اي شيء يوحي باخذ التفاوض نحو التطبيع او الاعتراف باسرائيل، مع الاشارة هنا الى انه لا بد من الخروج من الديماغوجية، اذ في اي خانة يندرج تفاوض طرفين حول ملف ما؟ معتبرا ان هذا اعتراف بوجود اسرائيل وان لم يكن اعترافا بالدولة الامر الذي له صيغة خاصة.