بيبلوس حزينة على فراق من جعلت من لياليها مسرحاً للعالم!

شيّعت مدينة جبيل، أمينة السر السابقة والرئيسة السابقة لمهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس في مأتم رسمي وشعبي، شارك فيه النائب سيمون أبي رميا ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي منح الراحلة وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف، وعدد من أهالي المدينة ومحبين، وصلّى على جثمانها في جامع السلطان عبد الحميد إمام جبيل الشيخ غسان اللقيس.
بعد ذلك حمل النعش على الاكتاف الى باحة مكاتب المهرجانات قرب المركز الاسلامي، حيث تلا أبي رميا كلمة رئيس الجمهورية وجاء فيها: "جبيل الهانئة على ضفاف المتوسط، المكللة بالحرف والفكر، صانعة الحضارة ووليدة الفرح الذي عرفت كيف تعطيه على مدى آلاف السنوات، بحزن. وقد قيل يوما في كتابات الاغريق، "ان حزن بيبلوس يلف العالم، لأنها صنعته بكلمة".
أضاف: "اليوم، بيبلوس حزينة، على فراق من جعلت من لياليها، مسرحا للعالم، وقد أعلته سنة بعد سنة، مهرجانات دولية اعتز بها لبنان وأضاءت لياليه بالفرح. السيدة لطيفة اللقيس، التي نودعها اليوم، من ترابيات هذه الارض الى رحاب عوالم الخلود، بوجهها المبتسم أبدا، وإرادتها الصلبة في تخطي الصعاب، ما عرفها أهل بيبلوس ورواد مهرجاناتها إلا سيدة إشعاع ومثابرة وتألق.
من حبها لرقي القيم الانسانية، منحت مهرجانات بيبلوس الدولية، التي كانت رئيستها، الالتزام بالروعة واحتراف الدهشة، فجعلت من مكان المهرجانات الملامسة لبحر جبيل الازلي، فرصة ارتقاء لمعانقة التفوق. هي الحاملة إرثا من علم وخبرة من الجامعة اللبنانية التي كانت طالبة فيها، ومن ثم أمينة سرها، أضفت على عناق بيبلوس والتاريخ، عناق مجد للمستقبل.
ما كانت هذه المهرجانات لتكتب أسفار انبهار بها، لولا مثابرة السيدة اللقيس وفريق عملها على التفوق، عاما بعد عام، على ما حققوه من عام الى عام. هي تلك قاعدة عمل أرستها الراحلة التي نودعها اليوم، وما كانت ترتضي التنازل عنها، لأنها مدركة أساسا أن النجاح ليس أن تبلغ قمة ذات ليلة، بل أن تثابر على ريادة القمم متطلعا دائما الى الأسمى، غير آبه بما حققت، لأن الماضي وحده يعرف ان يطوي إنجازات الماضي في مسارح الوجود".
وتابع أبي رميا: "اليوم، إذ نجتمع حول الراحلة الكبيرة، لا نأتي لنودعها بل لنقول لها شكرا لكل هذا الضوء الذي لفحت به بيبلوس الماضي، والحاضر والمستقبل"،
بيبلوس - جبيل العيش معا، وأنت من وجوهه البررة، أنت الطالعة من جذور أرض جبيل، والباحثة أبدا عن سر هذه المدينة الأعرق في التاريخ، اليوم، إذ تعبرين ابواب الخلود في حمى القدير، الحاضن الجميع في رحمة خليقته، كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فشرفني، ان أضع على نعشك وسام الاستحقاق اللبناني الفضي تقديرا لعطاءاتك في المجالات التربوية والثقافية والفنية".
وختم: "وإني باسم فخامة الرئيس، إذ اتقدم من عائلتك ومحبيك ومن لجنة مهرجانات جبيل الدولية، ومن مشيعييك بأحر التعازي القلبية، اسأل القدير ان يتغمدك بغالي رحمته ويسكنك فسيح عليائه، هناك حيث نوره الأزلي يعانق محدودياتنا".
وألقى شقيق الراحلة العميد المتقاعد لبيب اللقيس كلمة العائلة شكر فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالنائب أبي رميا على لفتته القيمة تجاه العائلة، سائلا الله أن يعطيه القوة لايصال لبنان الى بر الامان، كما شكر النائب الحواط الراعي الدائم للعائلة وبلدية جبيل ورفاق الراحلة واهالي المدينة على مواساتهم، سائلا الله ألا يصيبهم أي مكروه.
وتحدث الشيخ اللقيس عن مزايا الراحلة ودورها التربوي والسياحي في لبنان وبخاصة في مدينة جبيل، مشيرا الى أنها "نذرت نفسها للوطن ولمدينتها فلم تؤسس أسرة وكان الوطن أسرتها"، ووصف غيابها ب"الخسارة الكبرى للوطن ولمدينة جبيل".
بعد ذلك ووري جثمان الراحلة في الثرى في جبانة المدينة.
وكانت العائلة تقبلت التعازي قبل الدفن من المعزين ومن بينهم وزير السياحة في الحكومة وليد نصار، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية النائب السابق الدكتور وليد الخوري وفاعليات.