المصدر: النهار
السبت 26 حزيران 2021 00:12:10
قد يكون الحفل الموسيقي في باحة قصر سرسق نقطة تلاق مثالية للذاكرة، التي دعا إليها نادي روتاري بيروت والأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، وترجمت فعلياً تحيّة تكريميّة لإسم علم حليم فياض.
المهم أن متابعي الحفل الموسيقي شعروا أن بيروت ولو لساعات خرجت من قلب الركام لتؤكد عبر كل صوت جميل ونوتة عذبة أنها عصيّة عن الموت.
في زمن قل فيه الوفاء، كانت أمس التفاتة خاصة من المنظمين لجهود فياض، الذي نجح في تقريب المسافات بين الرسالة الخدماتية للروتاري ورقي عالم الموسيقى في أداء الأوركسترا الوطنية.
اللافت أن فياض تمكن من توثيق روابط التعاون بين الجانبين في العام 2005-2006 على قاعدة تعاون وثيق جداً قاده في حينها إلى جانب فياض الراحل الكبير وليد غلميه، المدير السابق للكونسرفتوار الوطني.
واللافت أيضاً، أن هذا المشروع امتد إلى الوطن كلّه من خلال مجموعة عروض موسيقية عمّت كل من طرابلس، صيدا، النبطيه، زحلة، ضبيه والشوف، وكرّست من خلالها الموسيقى كرسول للثقافة على لمتداد الوطن.
نجاح هذا الحدث الموسيقي، الذي يحي بيروت من ركامها، أقيم بجهود كل من مسلم وقائد الأوركسترا المايسترو لبنان بعلبكي بمشاركة لافتة من جوقة جامعة سيدة اللويزة وقائد الجوقة الأب خليل رحمة وأداء استثنائي لكل من السوبرانو نادين نصار والألتو كارلا رميا.
الموسيقى هذا المساء كانت علاجاً للروح ودواء للوجع وللعذاب الشاق في بلادنا. كانت في الحقيقة تعبيراً حقيقياً لذلك الشوق لعودة العقارب إلى الوراء، إلى زمن كان صيف بيروت يعج بالمهرجانات الغنائية والموسيقية الدولية.