بيطار في العدلية

يومان كاملان وتنتهي رحلة القاضي غسان عويدات داخل قصر عدل بيروت، ليُحال المدعي العام التمييزي إلى التقاعد، تاركًا المركز الحساس الأول في التراتبية القضائية.
واحتفاءً بـ"عهد" عويدات، اجتمع القضاة داخل مجلس القضاء الأعلى للاحتفال الوداعي. وصباح اليوم الثلاثاء 20 شباط، غصّت النيابة العامة التمييزية بالقضاة، الذين توجهوا إلى مكتبه من أجل توديعه، بعد أن تم تكليف القاضي جمال الحجار لتولي هذا المنصب.

تكليف الحجار
عمليًا، حسم القرار القضائي بعد أسابيع طويلة من النقاشات القانونية اللامتناهية، وذلك حرصًا على عدم شغور هذا المنصب الحساس. ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها "المدن"، فإن رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي سهيل عبود قرر التدخل رافضًا شغور هذا المنصب، واتخذ قراره بهذا الخصوص، وكلّف القاضي جمال الحجار (من الطائفة السنية) للقيام بمهام المدعي العام التمييزي بعد إحالة عويدات إلى التقاعد في 22 شباط الجاري.  

وحسب مصادر "المدن"، فإن القاضية ندى دكروب، (من الطائفة الشيعية)، إبنة أخت رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وزوجة القاضي فادي عقيقي، هي الأعلى درجة بين قضاة النيابة العامة التمييزية، ويجيز لها القانون تولي هذا المنصب فور شغوره. وبالرغم من تداول معلومات حول جهوزيتها الكاملة للقيام بواجباتها، إلا أنها تراجعت عن قرارها، وذلك على خلفية إصرار رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، على إبقاء هذا المنصب من حصة الطائفة السنّية.

في هذا السياق، أكد مصدر قضائي بارز لـ"المدن" أن رئيس مجلس القضاء الأعلى قد حسم خياره، وأصدر قرارًا اليوم، يقضي بتكليف القاضي جمال الحجار خلفًا للقاضي عويدات بعد إحالته إلى التقاعد.  

قضية المرفأ..
وفي مشهد موازٍ، زار المحقق العدلي في قضية المرفأ، القاضي طارق البيطار، مكتبه داخل قصر عدل بيروت، يوم أمس الإثنين، وذلك بغية متابعة قضية المرفأ. وحسب معلومات "المدن"، فهذه الزيارة ليست الأولى للبيطار، إذ سبق وتردد إلى قصر عدل بيروت خلال الأيام الماضية من أجل متابعة ملفاته القضائية.

فمع انتهاء ولاية عويدات داخل الجسم القضائي، وتكليف القاضي الحجار، تطرح تساؤلات كثيرة حول مصير قضية المرفأ بعد توقف التحقيقات.
فهل سيتمكن المدعي العام التمييزي الجديد من نفض "الغبار" عن هذا الملف وتحريكه؟