المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: ميريام بلعة
الأربعاء 9 آب 2023 16:55:40
تتسارع التطوّرات الأمنية جنوباً بدءاً بالمناوشات المسلّحة مروراً بإقامة "حزب الله" خيمة على الحدود الشمالية مع إسرائيل فخروقات الأخيرة البريّة والجويّة والبحرية، من دون إغفال التهديد بحرب تُعيد لبنان إلى العصر الحجري... وصولاً إلى أحداث مخيَّم عين الحلوة، فخطف القيادي في حزب "القوات اللبنانية" الياس الحصروني وقتله في بلدة عين إبل الجنوبية.
الجبهة الجنوبية إذاً، مفتوحة على احتمالات التصعيد في حدّها الأدنى والحرب الموسَّعة في حدّها الأقصى على وقع التوتر اليومي المحدود على الصعد كافة... وما بين الاحتمالين تشخص الأنظار إلى باخرة الحفر TransOcean Barents التي تصل المياه الإقليمية اللبنانية منتصف الجاري للبدء بعمليات حفر واستكشاف البلوك 9 جنوباً أو ما يُعرف بـ"حقل قانا"... فأين هي من التصعيد على الحدود الجنوبية مع إسرائيل؟!
خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان تقول عبر "المركزية" أنه "طالما الوضع على الجبهة الجنوبية بوتيرته المحدودة فشركة "توتال إنرجي" ماضية في خطّتها حيث ستصل باخرة الحفر في موعدها المحدّد، لكن في حال اندلعت الحرب أو طرأ أي حدث أمني قبل وصولها، فقد تُعيد "توتال" تقييم الموضوع قبل وصول الحفارة، حول ما إذا كانت الحفارة ستعمل في جوّ من السلام جنوباً أم عكس ذلك".
وتُضيف: لكن في حال اندلاع الحرب أو حدوث أي إشكال أمني بعد وصول باخرة الحفر، عندها ستدرس "توتال" إمكانية توفّر مقوّمات استكمال أعمال الحفر أو عدمها، إذ أن قاعدة الحفارة اللوجستيّة متواجدة في بيروت، كما أن العاملين على متنها يتنقلون بين الحفر في البحر والنزول إلى البرّ.
وتذكّر هايتايان في السياق، بأن "مجموعة "توتال إنرجي" لم تعد إلى لبنان كونها تحتاج إلى مصادر نفط وغاز أو لأي سبب آخر... بل نتيجة صفقة سياسية لبنانية – إسرائيلية بغطاء أميركي - فرنسي، تحت مسمّى "ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل"... وكان لبنان قَبِل بشروط تسهيل الترسيم وبالخط 23 وبتلبية مطالب إسرائيل في بنود العقد، في مقابل عودة "توتال" للبدء بأنشطتها البترولية في البلوك 9 جنوباً... فالضغط السياسي بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية هو الذي أعاد "توتال" إلى الساحة اللبنانية".
ولم تغفل الإشارة إلى أن "الوضع الأمني المضطرب الذي يمر به لبنان، يُقلق الشركات الأجنبية ويردعها عن القدوم إلى لبنان، والدليل تمديد دورة التراخيص الثانية للاستكشاف والتنقيب عن الغاز والنفط إلى شهر تشرين الأول المقبل في ضوء التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله". الأمر الذي يعدم حماسة الشركات على الدخول إلى لبنان في ظل غياب أي رؤية نهضويّة للبلاد".
وليس بعيداً، تعتبر هايتايان أن "أجندة "حزب الله" السياسية والإقليمية أهمّ من أي أجندة لبنانية، فلو كان الحزب مهتماً باقتصاد لبنان وبإنجاح عملية التنقيب عن النفط، لما كان صعّد جنوباً عبر التهديد وإشعال جبهات عشية وصول باخرة الحفر في اليومين المقبلين والبدء بعملية الاستكشاف... فالأجندة الإقليمية للحزب أهم من أي أجندة داخلية مهما حاول الادّعاء بأن الأجندة الداخلية وقيام لبنان واقتصاده، كلها من أولويات "حزب الله"، فهذا الكلام غير صحيح... والدليل ما نشهده اليوم على الجبهة الجنوبية!".