المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: نجوى ابي حيدر
الاثنين 3 آذار 2025 11:22:32
في العاصمة المصرية تنعقد غدا القمة العربية الطارئة المخصصة لبحث وضع قطاع غزة بعد حرب مدمرة شنتها إسرائيل على 2.3 مليون غزاوي على مدى خمسة عشر شهرا، ومناقشة تفاصيل خطة مصرية -عربية طرحتها القاهرة وعمان في لقاء تشاوري جمع قادتيهما مع قادة دول الخليج العربي في السعودية في شباط الماضي، من دون أن يُفصَح عما تخلله من اتفاقات وقرارات.
وتأتي القمة وسط مخاوف كبرى وقلق عربي من امكان تنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، والتخلص من سلاح المقاومة، واستتباعاً جعل اعادة الاعمار ورقة مساومة لنزع السلاح ، فتحقق اسرائيل بذلك ما عجزت عنه بالحرب والسلاح.
في المعلومات المُسربّة من قمة الرياض المصغرة والتي ستُطرح في قمة القاهرة غدا، يبدو ان ثمة ربطاً بين اعادة الاعمار ونزع السلاح المقاوم، فلا "تهدر" اموال العرب للإعمار مرة رابعة او خامسة على غرار ما حصل سابقا في غزة او في جنوب لبنان ، ذلك ان هؤلاء يطالبون اليوم بضمانات تكفل أن تمويل الاعمار إن حصل، لن يذهب سدىً في حروب عبثية تندلع مجددأً ويخرج منها الجميع خاسراً، على غرار ما حصل في القطاع المُدمر حيث حرب الابادة الجماعية، ومثله في لبنان جنوباً وفي ضاحية بيروت الجنوبية. واشارت الى ان محور الممانعة الذي موّل الحروب طوال عقود من الزمن بات في وضع لن يمكن معه بعد اليوم استمرار التمويل، والشواهد كثيرة على اشتداد الخناق حوله وقطع طرق الامداد المالي عن اذرعه، وما تكشفه الوقائع المتصلة بوضع حزب الله في لبنان ، إن بمنع طائرات ايران من الهبوط في مطار بيروت او بتوقيف اشخاص ينقلون الاموال للحزب، لخير دليل على قطع انبوب الاوكسيجين التمويلي عنه، بعدما انقطعت كل وسائل نقل المال عبر الحدود البرية مع سوريا.
تبعاً لذلك، تتوقع مصادر دبلوماسية عربية خروج قمة القاهرة بربط اعادة اعمار ما هدمته حرب غزة بانكفاء حركة حماس عن المشهدين العسكري والسياسي والا لا اعادة اعمار ولا عودة للسكان النازحين. وتقول لـ"المركزية" : ما يسري على غزة ينسحب تماما على لبنان الذي اقحمه حزب الله تكرارا في حرب "اسناد واشغال" انتهت الى دمار هائل والاف القتلى والجرحى ومئات الاف النازحين واغتيال قيادة الحزب بأكملها ، فلا تمويل عربي لإعادة الاعمار ما لم يطبق الحزب القرار 1701 بكليته من دون محاولات تلاعب على بنوده اي حصر السلاح بيد الدولة فقط ، كما ورد في خطاب القسم ويكرر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي غادر اليوم الى الرياض للتشاور مع ولي العهد محمد بن سلمان ،صاحب الدعوة، في مستقبل لبنان واعادة اعماره، كما في ملف البحث في قمة القاهرة التي يشارك فيها عون وبن سلمان.
لن يعود قادة الخليج الى سابق عهدهم في ضخ المال لاعادة اعمار ما يتسبب به محور ايران من دمار في المنطقة من دون ضمانات، ولن يقبلوا استمرار استنزافهم، لا لشيء الا لأن تنظيمات مُسلحة تشن حروباً من خارج اطار الدولة ثم تطلب من العرب "التنظيف" خلفها. زمن العطاءات المجانية ولىّ وكل فلس سيدفع يتوجب توفير الضمانة مقابله، تؤكد المصادر، والا لا يحلمنّ احد بإعمار سقف واحد لنازح ما زال ينادي باسم هذه الحركة او ذاك الحزب ويطالب الدولة او الاشقاء العرب بمده بالمال لاعمار منزله، لأن التنظيمات المُسلحة باتت تشكل عبئاً على فلسطين ولبنان كما على اي دولة عربية أخرى كان للجمهورية الاسلامية نفوذ فيها.
اما البديل، إن مضت التنظيمات في غلوّها والمكابرة ، فقدمه الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، بمشروع عنوانه تحويل غزة الى ريفييرا الشرق وطرد اهلها الى مصر والاردن ، فأي الخيارين أفضل؟ وعلى ماذا سيرسو قرار حماس والحزب ومن خلفهما ايران ، المشروع العربي الانقاذي بضمانات ام مشروع ترامب "الجهنمي" ؟