المصدر: الحرة
الخميس 12 كانون الاول 2024 19:34:29
انضم الرئيس السوري الهارب بشار الأسد، إلى سلسلة من القادة العرب الذين أطيح بهم من السلطة منذ انتفاضات الربيع العربي في عام 2011. حيث تمت الإطاحة بأقرانه سابقا في مصر وليبيا وتونس واليمن بأشكال مختلفة أو سجنهم أو قتلهم أو نفيهم أثناء تشبثهم بالسلطة.
وفر الأسد من سوريا في وقت مبكر من يوم الأحد ولجأ إلى روسيا حيث منحه الرئيس فلاديمير بوتين حق اللجوء مضيفا الطاغية منذ فترة طويلة إلى قائمة الديكتاتوريين الذين وجدوا ملاذا في جميع أنحاء العالم.
بعد نحو 25 عاما في السلطة، بينها 13 عاما تجاهل خلالها مطالبات السوريين بالحرية، سقط بشار الأسد بعد 11 يوما فقط من هجوم مباغت للفصائل المعارضة المسلحة قادته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
لدى وصوله إلى السلطة عام 2000 وكان في عامه الرابع والثلاثين، بعد ثلاثين عاما من حكم والده حافظ الأسد بقبضة من حديد، أحيا الرئيس الجديد أملا بالانفتاح. وتحدث المراقبون حينها عن "ربيع دمشق"، لكن هذا التفاؤل لم يستمر طويلا.
وقمع الأسد بشدة الاحتجاجات الشعبية في 2011 في غمرة الربيع العربي، وتحولت لاحتجاجات إلى حرب دامية لكن الأسد احتفظ بنظامه بعد تدخل حليفيه الروسي والإيراني وحزب الله اللبناني، وأرسى ذلك هدنة نسبية في 2020 أتاحت لدمشق العودة إلى الحاضنة العربية.
غير أن النظام تجاهل الدعوات إلى إيجاد حل سياسي مع معارضيه ولم يقدم أي تنازلات، إلى أن حانت لحظة سقوطه في 8 ديسمبر الحالي.
بن علي هرب
كان الرئيس التونسي الراحل، زين العابدين بن علي أول الهاربين في أحداث الربيع العربي، إذ سرعان ما فر إلى السعودية بعد اتساع رقعة وعنف الاحتجاجات على أمل العودة إلى تونس لكن ذلك كان مجرد أمنية لم تتحقق.
وعلى غرار الأسد، أحيى بن علي الآمال عند توليه المنصب في 1987 بعد إعلان أن الرئيس المسن الحبيب بورقيبة لم يعد أهلا لممارسة مهامه، إذ وعد بإرساء الديموقراطية في البلاد وتعزيز الحقوق والحريات والقطع مع الفساد، لكنه سرعان ما أخلف وعده.
واستولت عائلة الرئيس على قطاعات اقتصادية بكاملها، مع نهاية 2010 اندلعت الاحتجاجات في مناطق البلاد المهمشة قبل أن تنتقل إلى المدن الكبرى.
وإثر تظاهرة ضخمة في العاصمة التونسية في 14 يناير 2011، غادر بن علي تونس مع أمل بالعودة للإمساك مجددا بزمام الأمور. لكن ذلك كان مجرد أمنية، وتوفي الرئيس التونسي الأسبق في منفاه بالسعودية في سبتمبر 2019.
القذافي
أما معمر القذافي فكان مصيره السحل في شوارع ليبيا التي بسط عليها سيطرته لفترة 42 عاما.
بعد استيلائه على السلطة في الفاتح من سبتمبر 1969، عمل القذافي على الدفاع عن فكرة الوحدة العربية ومستغلا الموارد النفطية الهائلة لبلاده في دعم أنظمة صديقة وحركات سياسية في أنحاء مختلفة من العالم، وداخل ليبيا، روّج لنظام سياسي فريد سماه “الجماهيرية” يزعم حكم الشعب لنفسه عبر ديموقراطية مباشرة، لكنه في الواقع واظب على ارتكاب انتهاكات بحق مواطنيه ومعارضيه.
وحين ثار الليبيون على القذافي، تدخل حلف شمال الأطلسي. وقُتل الزعيم الذي عمد إلى الفرار في 20 أكتوبر 2011 بأيدي الثوار في ظروف لا تزال ملتبسة.
مبارك وتخلي الجيش المصري عنه
تولى حسني مبارك (نائب الرئيس آنذاك) الحكم في 1981 بعد اغتيال سلفه أنور السادات، وظل على رأس مصر طوال ثلاثين عاما.
واجه المقاطعة العربية بسبب اتفاق السلام الذي وقعته مصر وإسرائيل العام 1979، فضلا عن صعوبات اقتصادية وعنف التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
اندلعت انتفاضة شعبية ضد مبارك في يناير 2011 على خلفية شكوك في نيته توريث نجله جمال، على غرار ما حصل في سوريا. ولم يتردد الجيش المصري في التخلي عنه رغم أنه كان ضابطا رفيعا في صفوفه، مما اضطره إلى التنحي في فبراير 2011.
وحوكم بعدها لمسؤوليته عن مقتل متظاهرين وبتهم فساد. لكنه برئ العام 2017 بعد سجنه، وتوفي في فبراير 2020.
صالح وإدمان السلطة
كان الرئيس علي عبدالله صالح يردد على الدوام أن حكم اليمن يشبه “الرقص على رؤوس الثعابين”. فهذا البلد الفقير يشكل فسيفساء معقدة من القبائل المتناحرة.
نجح في رهانه طوال 33 عاما مواجها العديد من ثورات الحوثيين، فضلا عن حرب أهلية أعقبت محاولة فاشلة لتوحيد شمال اليمن وجنوبه.
اندلعت تظاهرات مناهضة له العام 2011 فأجبر على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي. لكنه لم ييأس، وتوسل كل ما لديه من حنكة سياسية للعودة، وصولا إلى التحالف مع الحوثيين، أعدائه السابقين. غير أن هؤلاء انقلبوا عليه مجددا واغتالوه في ديسمبر 2017.
عمر البشير وجرائم الحرب
استولى عمر البشير على الحكم في السودان عبر انقلاب عسكري في 1989. والمفارقة أن الجيش عاد وانقلب عليه في 2019 بعد تظاهرات شعبية حاشدة.
ظل في الحكم ثلاثين عاما أمضاها متحالفا مع الإسلاميين بزعامة حسن الترابي. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام 2010 مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب إبان النزاع في إقليم دارفور بغرب السودان.
كذلك، حاكمه القضاء السوداني بتهمة الفساد وانتهى به الأمر خلف القضبان. وفي 2023، انزلق السودان إلى حرب أهلية نتجت من تنازع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.