بين ٢٠٠ و٤٠٠ ألف لاجئ من لبنان الى سوريا نهاية ٢٠٢٥.. ماذا لو قرروا العودة؟

عادت ثلاث حافلات تحمل عددًا من اللاجئين السوريين برفقة ثلاث شاحنات تحمل أمتعتهم الشخصية من منطقة البقاع في لبنان إلى دمشق وريف دمشق وحمص في سوريا قبل أيام قليلة في إطار برنامج العودة الطوعية المنظّمة إثر خطة رسمية لبنانية بغطاء دولي تتمثل بدعم الأمم المتحدة والدول المانحة لها.
لا شك أن هذه الخطوة تشكل بصيص أمل لعل يستطيع أن يلتقط لبنان أنفاسه في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي يشهدها. 

المعلومات تشير الى أن الخطة تقضي بأن يحصل كل فرد من العائدين على مبلغ 100 دولار في لبنان على أن تحصل العائلة المخوّلة على 400 دولار بعد عودتها إلى سوريا، إلى جانب المساعدة القانونية المتعلقة بالأوراق الثبوتية، تأمين النقليات، وإعفاء الأمن العام اللبناني الأشخاص المشاركين في البرنامج من الرسوم الإدارية عند المغادرة، بما في ذلك رسوم تجاوز مدة الإقامة ورسوم الخروج.

ولكن ما هي الآلية المعتمدة للعودة؟ 
في السياق، لفتت المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد في حديث عبر Kataeb.org الى أن على اللاجئين التواصل مع المفوضية من خلال خط ساخن مخصص أو من خلال تعبئة استمارة عبر الموقع، يتبعها مقابلة شخصية مع اللاجئين لتقييم وضعهم وحاجاتهم قبل عودتهم الى سوريا الى جانب تأمين بعض الوثائق المطلوبة، من ثم يوقعون استمارة العودة.

وعما إذا قرر اللاجئون الدخول مرة ثانية الى لبنان بعد العودة الى بلادهم، أكدت أبو خالد أنه لا يمكن إعادة تسجيلهم كلاجئين مرة ثانية لان ملفهم قد تم إقفاله فور خروجهم من لبنان".

وبحسب المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة، فأي عودة يجب أن تكون مصحوبة باستثمارات في مناطق العودة في جميع أنحاء سوريا، وذلك لمنع النزوح الثانوي والمساهمة في إعادة الاندماج بشكل مستدام.

العودة بالأرقام 
أبو خالد أشارت في معرض حديثها لموقعنا الى أن المفوضية تتوقع أن يعود بين 200 و400 ألف لاجئ سوري من لبنان الى بلدهم نهاية العام 2025.

وفي هذا الاطار، تُقدّر المفوضية أن حوالي 700 ألف سورياً قد عادوا إلى سوريا عبر الدول المجاورة منذ 8 كانون الأول 2024، بما في ذلك 200 ألف شخصاً عبر لبنان أو منه. علاوة على ذلك، تم إلغاء تفعيل ملفات أكثر من 120 ألف شخصاُ من سجلات تسجيل المفوضية في لبنان حتى اليوم في عام 2025 بسبب العودة المؤكدة أو المفترضة، وحتى قبل تلقيهم الدعم.

وخلال النصف الأول من شهر تموز، سجّل أكثر من 17 ألف شخصٍاً اهتمامهم ببرنامج العودة الطوعية المنظّمة وتلقّوا الاستشارة اللازمة حول خطوات هذه العملية وتداعياتها. ويتضمن البرنامج أيضًا توفير المساعدات النقدية وغيرها من الدعم من المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة وشركائهما، سواء في لبنان أو في سوريا، لمساعدة العائلات على العودة والاستقرار في ديارها.

وتجدر الاشارة الى أنه يمكنهم من خلال برنامج العودة الطوعية المنظّمة الاستفادة من خدمة النقل من منطقة محددة داخل لبنان إلى إحدى نقاط العبور الحدودية الرسمية ومن ثم إلى الوجهة النهائية داخل سوريا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية بما في ذلك التسهيلات من مكتب الأمن العام اللبناني.