المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: لورا يمين
السبت 22 آذار 2025 13:06:47
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس في بروكسل أنه سيزور مصر في السابع من نيسان والثامن منه حيث سيبحث في شكل خاص، في الخطة العربية لإعادة إعمار غزة. وأوضح ماكرون للصحافيين في ختام قمة أوروبية "سأتوجه إلى مصر في زيارة دولة في السابع من إبريل والثامن منه حيث سأجري جلسة مخصصة لهذا الموضوع". وأضاف "نحن ندافع عن وقف إطلاق نار ضروري" في غزة حيث استأنفت إسرائيل هذا الأسبوع قصفها المكثّف "وعن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، وهو ضروري، ونبحث عن حلّ سياسي أساسه (قيام) دولتين" إسرائيلية وفلسطينية. وتابع الرئيس الفرنسي "نحن ندعم خطة غزة التي أعدّتها الدول العربية".
الهوة بين الاوروبيين والاميركيين تكبر يوما بعد يوم. وكل القضايا الكبرى على الساحة الدولية، التجارية منها والاقتصادية والسياسية والعسكرية، باتت مصدر تباعد وخلاف بين الجانبين، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".
الخطة العربية لإعادة إعمار غزة أتت للردّ على خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكّانه. اقتراح ترامب الذي ينص على ترحيل الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن المجاورتين، لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد أن تسيطر عليه واشنطن، أثار تنديدا واسع النطاق في كل أنحاء العالم، ولم تدعمه إلا اسرائيل. ولمواجهته، صاغت مصر خطة تلحظ إعادة إعمار القطاع من دون تهجير الفلسطينيين مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع. وقد اعتمد القادة العرب هذه الخطة في قمة استثنائية عقدت في القاهرة في 4 آذار الجاري، قبل أن تؤيدها منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ في 7 آذار لتصبح خطة "عربية - إسلامية" بشأن غزة.
الدول الاوروبية، في هذا الكباش، اختارت ان تدعم وجهة النظر العربية، في تباين واضح مع المقاربة الاميركية للنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي وللحرب على غزة ولكيفية اعادة بناء القطاع وحل الصراع العربي – الفلسطيني ككل... لكن هذا التباين لا يتوقف هنا. فاستئناف اسرائيل، بدعم اميركي، حربها على غزة، يرفضه الاوروبيون ايضا. اما معظم الافكار التي يطرحها ترامب لحل أزمة الحرب الروسية على اوكرانيا، فلا يُحبّذه الاوروبيون. يضاف الى نقاط التباين بين الطرفين، كيفية تمويل "الناتو" والمنظمات الاممية والدولية الكبرى، وايضا، الحربُ التجارية الضرائبية التي اندلعت بين القارة العجوز وواشنطن غداة وصول ترامب الى البيت الابيض.
الا ان ثمة نقطة تقاطع، تكاد تكون شبه "يتيمة" بينهما، تتمثل في الملف النووي الايراني وضرورة عودة طهران الى السقوف المسموح بها، وفي النفوذ الايراني في الشرق الاوسط، وضرورة لجمه وتحجيمه الى الحدود الدنيا. فهل ستتمكن طهران من مجابهة هذا الاجماع الدولى على تقليم اظافرها؟!