المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
السبت 27 أيلول 2025 15:50:43
في خضم الحديث المتجدد عن احتمال انفجار الوضع بين لبنان وإسرائيل، يُرتقب أن تُقدم الولايات المتحدة على خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، تتمثّل في تعيين الجنرال جوزيف ر. كليرفيلد قائدًا للجنة الأمنية الخماسية المعروفة بـ"الميكانيزم"، خلفًا للجنرال مايكل ليني.
هذه اللجنة، المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، توشك أن تدخل مرحلة جديدة من الانخراط الأميركي المباشر، في خطوة تُعد من بين الأوضح وربما الأهم من نوعها في هذا السياق، إن لم تكن غير مسبوقة على مستوى المنطقة.
لكن هذه التبديلة ليست مجرد تغيير إداري اعتيادي، بل تحمل رسالة أميركية قوية وحاسمة، كليرفيلد، ضابط مشاة البحرية الأميركي المخضرم، يحمل سجلًا حافلًا من العمليات الميدانية وإدارة الملفات الأمنية الساخنة، ويقود اليوم مشاة البحرية في القيادة المركزية الأميركية.
مصادر غربية مطلعة أكدت لـkataeb.org أن عهد الجنرال كليرفيلد سيشهد تصعيدًا نوعيًا في حزم وفعالية اللجنة الخماسية، خاصة في ظل الإدراك الدولي المتزايد بعدم قدرة الدولة اللبنانية على ضبط أمنها الداخلي، فالحاجة أصبحت ملحة لتحميل الدولة مسؤولياتها كاملة تجاه تهديدات "حزب الله"، خصوصًا بعد تحدي الحزب الفاضح للدولة عبر إعادة بناء ترسانته العسكرية المدمرة للبنان، والتي تعتبرها واشنطن وعدد من العواصم العربية حجر عثرة أمام استعادة الدولة سيادتها وهيبتها.
التوقيت ليس مصادفة، فوصول كليرفيلد جاء مباشرة بعد تصريحات حادة للمبعوث الأميركي توم باراك، الذي لم يتردد في تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية "التخاذل" في ملف سلاح الحزب، بالتالي الرسالة الأميركية واضحة لا تحتمل التأويل: "لن نغادر لبنان قبل إزالة التهديدات."
وترى المصادر أن واشنطن لم تعد تكتفي بالمساعدات والدبلوماسية، بل دخلت معركة المواجهة بشكل مباشر عبر اللجنة الخماسية التي تمثل قوة عسكرية منظمة، فلبنان لم يعد ملعبًا محصورًا بالنفوذ الإيراني بعد اليوم، بل تحول إلى أولوية أميركية وإقليمية تتطلب تحركًا صارمًا وحاسمًا.
وتخلص المصادر إلى القول: الجنرال كليرفيلد ليس مجرد بديل شكلي، بل هو إعلان سياسي وعسكري مدوٍ بأن واشنطن تعزز حضورها على الأرض، وأن الحزب يدرك تمامًا مغزى هذه الخطوة.
من هو كليرفيلد؟
الجنرال كليرفيلد ليس اسمًا جديدًا في ساحات التوتر والأزمات، فمنذ انضمامه إلى مشاة البحرية الأميركية عام 1993، شغل مناصب قيادية في ساحات العراق، أفغانستان، شرق آسيا، والقيادة المركزية الأميركية، معروف بصرامته العالية، انضباطه، وخبرته الكبيرة في إدارة الملفات الأمنية المعقدة والحساسة، تعيينه في هذا التوقيت الحرج لم يكن صدفة، بل قرار مدروس يحمل دلالات استراتيجية واضحة وصريحة.