تحدي وزيري التربية والصحة قابله رفض من الأساتذة... هل تفتح المدارس أبوابها الاثنين؟

في بلد يرزح تحت ثقل الأزمات اللامتناهية، عاد فيروس كورونا ليذكّر اللبنانيين أنّ عليهم الحذر والانتباه من الفيروس الذي قتل الملايين وما زال يحصد ملايين الإصابات وآلاف الوفيات في العالم.

ومع وصول متحور أوميكرون السريع الانتشار وارتفاع عدّاد الإصابات إلى 7247 إصابة يوم أمس، عاد هاجس المدارس إلى الضوء مع إصرار وزير التربية والصحة على التحدي وفتح المدارس والعودة الى التعليم الحضوري.

تحدي الوزيرين قابله تحدٍّ من نقابة المعلمين في المدارس الخاصة التي وقفت بوجه القرار خوفًا من مجزرة صحية، خصوصًا أن راتب الأستاذ بات في الحضيض ولا يكفيه ليدفع ثمن صفيحة البنزين للوصول الى مدرسته، وإجراء فحوصات الـ PCR والاستشفاء في حال استدعى وضعه الصحي الدخول إلى المستشفيات.

 

نقابة المعلمين في المدارس الخاصة ترفض العودة

فقد قرّرت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة عدم العودة للتدريس الاثنين المقبل لأسبوع قابل للتجديد.

 

الأب نصر: لا عودة عن قرار التدريس الحضوري

في المقابل أكّد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر في حديث لـ"النهار" أنّ "لا عودة عن قرار التدريس الحضوري الإثنين"، مشيراً إلى أنّ "هناك مدارس أخذت قراراً فردياً بتأجيل العودة لأسبوع بسبب إصابات كورونا".

وأوضح الأب نصر لـ"النهار" أنّ المدارس الكاثوليكية "تعوّل على الماراثون الذي سيجرى نهارَي السبت والأحد لرفع نسبة التطعيم بين التلامذة والكادر التعليمي إلى نحو 45 في المئة".

 

تخبط وعشوائية في المدارس

في هذا الوقت، يسود التخبط إدارات المدارس الخاصة، التي يبدو أن عليها اتخاذ القرارات كل على حدة حفاظًا على صحة إدارييها ومعلميها وتلامذتها.

 

الحلبي أبلغ الروابط ولجان المتعاقدين إصراره على العودة إلى التدريس الإثنين وطالب بعقد مجلس الوزراء لإقرار العطاءات أو بتوقيع المراسيم الجوالة

إلى ذلك، عقد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي اجتماعا موسعا ضم روابط الأساتذة في التعليم الثانوي والتعليم الأساسي والتعليم المهني والتقني ولجان المتعاقدين في الثانوي والأساسي والمستعان بهم على مختلف التسميات، بمشاركة المدير العام للتربية فادي يرق ومديري التعليم ورؤساء المصالح والدوائر في الوزارة. 
 
وأفاد المكتب الإعلامي لوزير التربية أن "الحلبي عرض شؤون العودة إلى المدارس وشجونها، وتركز الشق الأول من الاجتماع الذي عقد في قاعة المسرح واستمر نحو ثلاث ساعات، على موضوع الصحة وانتشار الوباء، شارحا الإجراءات المتخذة، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والصليب الأحمر وجميع الشركاء. أما الشق الثاني من الاجتماع فتركز على الحال المعيشية والمطالب والشكاوى، وتبين أن الوعود التي وعد بها لجهة التحويل إلى صناديق المدارس أو الدفع إلى شريحة من الأساتذة والمتعاقدين تتم بصورة مستمرة وقد شملت نحو 34 ألف شخص، ويمكن أن يكون الشخص الواحد أحيانا قبض شهرين متتاليين. كما تبين أن هناك حتى اليوم نحو 2250 خطأ في أرقام حسابات التحويل، مما يعيق عملية التحويل ويعيد اللوائح إلى النقطة الأولى". 
 
وأصر الحلبي على "العودة إلى التعليم الحضوري الإثنين المقبل"، مطالبا "الحكومة اللبنانية بتنفيذ وعودها بالمنحة الاجتماعية ورفع بدل النقل ومضاعفة بدل ساعة التعاقد، وسداد قيمة 35 في المئة من مستحقات التعليم المهني والتقني عن العام الدراسي المنصرم"، مؤكدا "استمرار حملات التلقيح في المدارس وعبر العيادات النقالة لوزارة الصحة والمتطوعين". 
 
وجدد الحلبي "المطالبة بعقد جلسة لمجلس الوزراء لتأمين إقرار العطاءات للتربية أو توقيع المراسيم الجوالة في حال تعذر عقد الجلسة". 
 
كما طلب من "المعلمين العودة إلى الصفوف"، وقد تبين أن "هناك تباينا بينهم في المواقف لجهة الحضور أو الإضراب، وشهد الإجتماع مشادات كلامية بسبب عدم الإجماع على موقف موحد والإختلاف في النظرة إلى الأمور". 
 
وأكد الحلبي أن "العودة إلى التدريس هي قرار تربوي. أما مقاطعة التدريس والاستمرار في الإضراب فهي قرار غير تربوي"، واعدا ب"الإستمرار في متابعة تحقيق المطالب وفي متابعة تطور الأوضاع الصحية والمعيشية، وصولا إلى تنفيذ كل الوعود"، مشيرا إلى "الضرر الكبير الذي يلحقة الإضراب بالمدرسة الرسمية وبتلامذتها وبدورها الوطني والتربوي، فيما نفذ التلامذة في المدارس الخاصة البرنامج الكامل على مدى ثلاثة أشهر". 

 

كان الله بعون القيّمين على المؤسسات التربوية، في بلد عاثت فيه المنظومة فسادًا ولم يرف لها جفن للحفاظ على القطاع التربوي الذي إن انهار فسلام على التربية والوطن.