المصدر: النهار
الكاتب: مجد بو مجاهد
السبت 7 كانون الاول 2024 18:28:30
هل ثمة توجّس من تمدّد الرشقات الحربية السريعة التوسّع في سوريا نحو مناطق حدودية مع لبنان بما في ذلك انتقال بعض من الجماعات المسلّحة، المتشددة منها، باتجاه التخوم اللبنانية؟ في معطيات أمنيّة لـ"النهار"، عمل الجيش اللبناني على التحضير لأيّ طارئ ممكن على الحدود اللبنانية السورية متّخذاً إجراءات احترازية من خلال نشره مدافع وراجمات خاصّة في مناطق حدودية وخاصّة في عكار وبعلبك الهرمل تحسّباً لأيّ اضطرابات أمنية يمكن أن تصل إلى الحدود اللبنانية السورية. وعلى الرغم من أنّ هناك خشية لدى الجيش اللبناني من انتقال حربيّ لجماعات متشددة باتجاه مناطق محاذية من لبنان لكنّ الهواجس ليست آنية.
ماذا في الأجواء الخاصة لـ"النهار" من المرصد السوري لحقوق الإنسان حيال المرحلة السورية والتوغّل الحربي؟ وهل يمكن وصول نار الحرب إلى الحدود اللبنانية السورية؟ إن المعارك على حالها والوضع ليس مريحاً مع خشية لدى المرصد السوري من مشروع تقسيميّ لسوريا والتحذير من أنّ الوضع السوريّ خطير على تنوّع المتواجهين في المعارك القتالية حالياً الذين يصنّفهم المرصد بأنهم يجافون الديموقراطية. وإذ تشكّل "هيئة تحرير الشام" القوّة المسلّحة المقاتلة في مواجهة النظام السوري فإنها تتألف من مقاتلي جبهة "النصرة" سابقاً، ولا شيء يمكن أن يمنع وصول المقاتلين نحو الحدود اللبنانية السورية إن بقيت المعارك على أشدّها، في تأكيد المرصد السوري، انطلاقاً من التحوّلات التي يمكن أن تكون محضّرة مسبقاً للمنطقة، خصوصاً أنّ معطيات المرصد السوري تتحدّث عن جهة إقليمية تقف وراء توغّل "هيئة تحرير الشام"، من دون إغفال أنّ من أهداف المعارك التي تخاض محاربة القوى الموالية لإيران وجعلها من دون إمدادات.
من ناحيته، يقول العميد الركن المتقاعد والنائب السابق شامل روكز في حديث لـ"النهار" إن "هيئة تحرير الشام" والجماعات المتحالفة معها استطاعت التنفّس بعدما وصل المقاتلون إلى حلب وسط خلايا نائمة في المناطق. وتبقى الميليشيات الموالية لإيران الموجودة في سوريا بما في ذلك "حزب الله"، الهدف الأساسيّ لتلك الفصائل، للسيطرة على مناطق النظام السوري أو المجموعات المتحالفة مع إيران. فإذا سيطرت على المدن في محافظة حماة وإذا اقتحمت حمص وطرطوس بعد ذلك، فسيكون في استطاعتها الوصول إلى الحدود اللبنانية السورية". ويقلّل روكز من "حاجة الجماعات المسلّحة السورية للوصول إلى الحدود مع لبنان، ذلك أنّ هدف قطع طرق الإمداد للنفوذ الإيراني يكفي من خلال السيطرة على محافظات سورية".
بحسب انطباعات العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني يعرب صخر لـ"النهار" عن أنّ "الحدود اللبنانية السورية أبعد ما يكون عن اهتمامات الفصائل المسلّحة، لأنّها تهتم بإضعاف النظام السوري لإلزامه عملية انتقال سياسي فيما الميليشيات الإيرانية ضعيفة ولا تستطيع المساندة. في الغضون، نجحت الجماعات المسلحة في ربط إدلب بحلب ثم نفّذت هجوماً عمودياً لجمع حماة. وهي طوّرت أسلحتها ويكبر عديدها وعتادها كلّما امتدت بالتماهي مع الناس في المناطق". في استنتاج يعرب صخر، "إذا استطاع المقاتلون التوغل المسيطر في حماة فسيقطعون الطريق نهائياً على الميليشيات الإيرانية لأن ما بعد حماة هناك حمص، وكذلك إذا استجاب ثوار درعا وأصبحت سوريا شرقاً وغرباً. قد تكون هناك موافقة دولية ضمنية نحو إجبار النظام السوري على عملية الانتقال السياسي وتنفيذ القرار 2254 المتعلق بالتغيير السياسي في سوريا".