بعد ستة أسابيع من مهاجمتها رفح، "تقترب إسرائيل من تحقيق أهدافها" في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة والتي تقول إنها المعقل الأخير لحماس، مما يزيد من احتمال دخول العمليات العسكرية إلى مرحلة جديدة "أقل حدة"، وفقا لمسؤولين ومحللين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة "واشنطن بوست".
علامة بارزة بالحرب؟
والتحول عن الهجمات البرية والجوية واسعة النطاق التي سوت جزءا كبيرا من القطاع بالأرض وقتلت عشرات الآلاف من الأشخاص، سيمثل "علامة بارزة" في الحرب.
ومن شأن ذلك أن يوفر فترة راحة محتملة للمدنيين الذين أمضوا أشهر في خط النار، ويسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية وربما يهز الجهود الدبلوماسية المتوقفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، حسبما تشير "واشنطن بوست".
نهاية كاملة للحرب؟
ولا تلوح في الأفق نهاية كاملة للحرب، وقال الجيش الإسرائيلي إنه دمر معظم كتائب حماس البالغ عددها 24، وألحق أضرارا بالغة بثلاث من الكتائب الأربع المتبقية في رفح.
لكن المقاتلين المنفردين والمجموعات الصغيرة ما زالوا يطلقون الصواريخ على إسرائيل ويستهدفون القوات، حتى في مناطق قطاع غزة الخاضعة بالفعل لسيطرة إسرائيل إلى حد كبير.
وأوضحت إسرائيل أنها تنوي الاحتفاظ ببعض القوات داخل غزة، أو على مسافة ضربات سريعة خارج الجيب في إسرائيل، وذلك إلى أجل غير مسمى، بهدف إبقاء حماس تحت السيطرة.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير مطلع على العمليات البرية تحدث لـ"واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويته: "إن قتال العصابات لا ينتهي أبدا"، مضيفا" هدفنا الآن هو هزيمة لواء رفح، ونحن نفعل ذلك".
ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الجديدة "غارات مستهدفة ذات وتيرة أبطأ لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها"، وفقا ليوسي كوبرفاسر، العميد المتقاعد والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية.
وسيتم تنفيذ عمليات التطهير المنبثقة هذه من قبل عدد أقل من القوات الإسرائيلية، حسبما يضيف كوبرفاسر.
وقال كوبرفاسر: "إنهم يقتربون أكثر فأكثر من إنهاء العمليات الكبرى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة"، مضيفا" الأمور ستتغير.. لكنها ليست نهاية الحرب".
ومنذ الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر، باءت المحاولات المتكررة للتوصل الى وقف إطلاق النار بالفشل مع إصرار حماس على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة في حين يرفض نتانياهو إنهاء الحرب قبل القضاء على الحركة المسلحة وإطلاق سراح الرهائن.
فرص جديد للجهود الدبلوماسي؟
قال اثنان من المسؤولين الأميركيين، تحدثا لصحيفة "واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إنهما يراقبان الوضع في رفح عن كثب ويأملان أن يفتح الانتهاء الوشيك للعملية فرصا جديدة للدبلوماسية.
ويعتقد المسؤولون كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، مستعدين في أواخر شهر مايو للتوقيع على مقترحات لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتبادل الرهائن مع السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وسوف يتبع ذلك مفاوضات إضافية بشأن التسوية والتوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار".
وقال كوبرفاسر: "لقد تم الانتهاء من الأمر في رفح الآن لجميع الأغراض العملية، ويمكنهم البدء في مناقشة ما يعنيه بالنسبة لصفقة الرهائن".
تحقيق أهداف الحرب؟
قال المسؤول العسكري الإسرائيلي الكبير المطلع على عمليات رفح إن الفرقة 162 التي نفذت الهجوم حققت تقدما كبيرا في الأهداف الرئيسية الثلاثة لإسرائيل في المنطقة وهي "مهاجمة آخر كتائب حماس، وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، وقطع إمداداتها من الأسلحة القادمة عبر الأنفاق من مصر".
وأوضح المسؤول أن القتال ضد عناصر حماس "كان أكثر كثافة" في رفح منه في مناطق أخرى، بما في ذلك مدينة غزة.
وأشار إلى أن "وحدات حماس في أقصى الجنوب كان أمامها أشهر للاستعداد وتعلمت دروسا من تكتيكات الجيش الإسرائيلي المستخدمة في أماكن أخرى".
لكن المسؤول قال إن الإسرائيليين تكيفوا أيضا، واستهدفوا الغارات بشكل أكثر دقة واعتمدوا بشكل أقل على القصف الجوي.
وقال المسؤول: "لقد تعلمنا أيضا.. ليست هناك حاجة للاستيلاء على كل مبنى وكل شارع في المدينة".