المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2022 12:09:49
"بلاك فرايدي" أو "بلا ويك" يوم ينتظره المستهلكون، كما التجار، في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني من كلّ عام للاستفادة من العروضات والخصومات قبل الدخول في شهر الأعياد حيث تصبح الأسعار "نار"، فكيف الحال هذا العام، مع دولرة أسعار معظم السلع الاستهلاكية!
40 – 30 – 20 وحتى 80 في المئة... غزت اعلانات "البلاك فرايداي" هواتف اللّبنانيين، ومواقع تواصلهم، اذ لم تقتصر العروضات هذا العام على الأسواق التجارية فقط، بل تعدّتها الى مختلف السلع والخدمات من ملابس وأحذية وزينة الميلاد وألعاب الأطفال، وهواتف ذكية، وأدوات الكترونية... وصولا الى المطاعم والمقاهي وحتى السوبرماركت التي كانت لها حصة الأسد من هذا التقليد – الحديث.
وما كادت تنتهي عروضات "بلاك فرايدي" و"بلا ويك" أو أسبوع العروضات هذا، حتّى تلاها ما يعرف أميركيا بالـ "Cyber Monday"، ويعرّف عنه محليا بـ "اثنين الإنترنت".
وقد لاقت هذه الأفكار رواجا واقبالا كبيرين لدى اللّبنانيين هذا العام رغم أنّ "مشاوير السوق" باتت تشكّل ثقلا على جيبة المواطن مع كلّ ارتفاع لأسعار المحروقات، بينما تتراوح كلفة توصيل المبيعات الإلكترونية ما بين الـ 2 و3 دولارات أي حوالى الـ 80 الى 120 ألفا وهو ما لا يتعدى 1/8 سعر صفيحة البنزين.
لكن، ماذا تقول الأرقام الحقيقيّة عن هذا الواقع، وهل حرّك التسوق عبر الإنترنت حقا السوق الراكدة؟ ام أنّ الإقبال بقي ضئيلا مقارنة مع "الدولرة التي ضربت الأسعار، والتي باتت تفوق قدرة المواطنين الشرائيّة؟
عضو مجلس إدارة جمعية تجار بيروت كارين الحصري البستاني تؤكّد لـ"المركزية" أنّ الحركة، نسبة الى موسم الأعياد، لا تزال خجولة، وذلك يعود بطبيعة الحال الى تدني قدرة المواطن الشرائية في ظلّ اشتداد الأزمة الاقتصادية. لكنها تلفت الى أنّ "حركة الأسواق شهدت بعض التحسّن خلال أسبوع التخفيضات، فرغم أنّ الأسعار مدولرة وتفوق قدرة معظم اللّبنانيين، الّا أنّ لا مهرب من بعض النفقات".
وترى أنّ المستفيد الأوّل من "البلاك فرايداي" وأخواته هو المستهلك بطبيعة الحال في الدرجة الأولى، فيما تسمح هذه الأيّام للتجار بتسويق بعض السلع الراكدة"، لافتة الى أنّ "لمبيعات الإلكترونية باتت تشهد تحسّنا ملحوظا في فترة العروضات هذه، وقد وصلت الى حدّ الـ 25 % من السوق الاعتيادية".
يبقى أنّ تدفّق المغتربين والسياح في فترة الأعياد، هو أكثر ما يعوّل عليه التجار على حدّ قول البستاني، خصوصا في ظلّ وعود "عيدا عالشتوية" التي أطلقتها وزارة السياحية بعد نجاح حملة "أهلا بهالطلة" في موسم الصيف.