تداعيات سلبية لاقفال الحدود البرية عند نقطة "المصنع"... هل ترتفع أسعار المنتوجات الزراعية؟

الأسبوع الفائت استهدفت غارة إسرائيلية، فجر يوم الجمعة الفائت، محيط معبر المصنع اللبناني الحدودي مع سوريا، ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بيروت - دمشق التي تعدّ ممراً رئيسياً للحاجات الإنسانية فضلاً عن انه معبر حيوي وممر اساسي للصادرات اللبنانية والتبادلات التجارية لاسيما الزراعية منها مع سوريا والاردن والعراق.

هذه الغارة الإسرائيلية استهدفت محيط معبر المصنع ووقعت داخل الأراضي اللبنانية متسببة في حفرة بعرض أربعة أمتار، بحسب ما أعلن وزير النقل والأشغال العامة علي حمية، وبفعل الضربة انقطع الطريق الدولي الأقصر بين لبنان وسوريا.

ويعتبر معبر المصنع المعبر الأساسي الذي يربط بيروت بدمشق على مسافة 115 كيلومتراً بين العاصمتين، ويعبره يومياً بالاتجاهين ذهاباً وإياباً نحو 2000 سيارة و10 آلاف شخص.

ويتجاوز حجم المبادلات التجارية عبر هذا المصنع 500 مليون دولار، وقسم من السلع، ومنها ما يستورد عبر مرفأ بيروت، يتجه إلى سوريا فيما يعبر قسم آخر للترانزيت خلال توجهه نحو الدول العربية كالأردن والعراق والخليج العربي، وخصوصاً الخضراوات والفاكهة، مما يجعل هذا المعبر حيوياً وأساسياً بين لبنان وسوريا.

وبين لبنان وسوريا ستة معابر شرعية، أبرزها معبر المصنع، ومعبر الدبوسية الذي يربط قريتي العبودية شمال لبنان والدبوسية بسوريا، ومعبر الجوسية في البقاع الشمالي والمؤدي إلى بلدة القصير بريف حمص، ومعبر تلكلخ الذي يربط بين بلدة تلكلخ بريف حمص ومنطقة وادي خالد في لبنان، ومعبر العريضة الذي يربط بين قريتي العريضة في محافظتي طرطوس السورية وطرابلس اللبنانية، ومعبر مطربا الذي يربط محافظة حمص بلبنان.

ولا شك أن ضربة المصنع زادت معاناة وخسائر المزارعين في البقاع بعد ما خسروا مساحات واسعة من الأراضي الزراعية من جراء الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على منطقة البقاع.

الترشيشي: الخسائر كبيرة

وفي هذا الإطار أكد رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي في حديثه للديار "بأن إستهداف المصنع وإقفاله أدى إلى خسائر كبيرة في القطاع الزراعي سيما لناحية الوقت، "حيث اضطرت الشاحنات أن تغير طريقها إلى معبر العبودية الذي يتطلب ٤٨ ساعة إضافية كي تصل ،في ظل الخوف من الأمان على الطرقات من البقاع إلى العبودية"، لافتاً أن هذا الأمر يزيد الكلفة ويؤخر وصول الشاحنات فضلاً عن تخوف السائقين من أن يعرضوا حياتهم للخطر ".

وإذ أشار الترشيشي إلى "ان معبر المصنع هو صلة الوصل بين لبنان ومحيطه وكل الدول العربية "وإن كان اليوم يقتصر التصدير من معبر المصنع إلى سوريا والأردن و والعراق" ،قال: نحن كنا نحمٍل يومياً حوالي ٣٠٠ طن عبر هذا المعبر ولذلك مفاعيل إقفاله سيئة جداً على القطاع الزراعي وعلى المنتوجات الزراعية ، متمنياً على الجهات المعنية أن تبذل اقصى مجهودها وتفتح الطريق كما حصل إبان حرب ٢٠٠٦ ".

وتحدث الترشيشي عن المساحات الكبيرة التي لا يتمكن المزارعون والعمال من الوصول إليها،" فمعظم البقاع يتعرض فيه المزارع للخطرلافتاً إلى "أن ٣٠% من أراضي البقاع تعتبر آمنة ولاتتعرض للقصف والفلاحون يعملون فيها ويزرعون  ويحصدون منتوجاتهم بشكل طبيعي، "لكن العمال السوريين قل عددهم وأجرة المزارعين أصبحت ثلاثة أضعاف مما كانت عليه في السابق وهذا يزيد من كلفة الإنتاج ويقلل من جودته  ويخفف من عزم المزارع على المثابرة".

لكن بالرغم من كل هذه الصورة القاتمة وتدهور الأوضاع الأمنية يطمئن الترشيشي "بان لا خوف من انقطاع المنتوجات الزراعية من الاسواق" مؤكداً "انه لغاية الآن كل المنتوجات موجودة "ولكن معرّضة أن تنخفض بسبب انخفاض المساحات الزراعية".

ولا يتوقع الترشيشي "ان ترتفع أسعار المنتوجات الزراعية في هذه الفترة لأن الإستهلاك في الأسواق المحلية أقل بشكل كبير مما كان عليه في السابق، "فنحن خسرنا إلى اليوم سوق صيدا وسوق صور وسوق الجنوب وسوق الضاحية الجنوبية، بحيث أصبحت اولوية أهالي هذه المناطق تأمين رغيف الخبز والمواد الاساسية ولا يفكرون في شراء العنب أو التفاح او البطيخ أو اي نوع الفواكه والخضار ولذلك كمية الإستهلاك انخفضت" ،مؤكداً أنه ليس هناك ارتفاع في الأسعار بل على العكس هناك بعض المنتجات سينخفض سعرها".