المصدر: المدن
السبت 21 حزيران 2025 22:17:33
كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم السبت، عن انهيار جهود قام بها الرئيس دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، سراً، لترتيب لقاء بين كبار المسؤولين الأميركيين والإيرانيين في إسطنبول هذا الأسبوع، في ظل تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل.
غياب خامنئي
ونقل الموقع عن ثلاثة مسؤولين أميركيين ومصدر مطلع، قولهم إن هذا الجهد باء بالفشل عندما تعذّر الوصول إلى خامنئي -الذي غاب عن الظهور بسبب تهديدات الاغتيال- للموافقة عليه.
وبحسب الموقع، فإن ترامب سعى لعقد لقاء مباشر مع الإيرانيين، حتى إنه عرض حضوره بنفسه، إذا لزم الأمر، على أمل التوصل إلى اتفاق نووي وتجنب التدخل العسكري الأميركي. لكن هذا الكشف قد يتناقض مع تصريحات لترامب نفسه سبق أن هدد فيها الإيرانيين بالاستسلام أو التدخل العسكري الأميركي.
وعلى إثر انهيار الجهود، قال الموقع إن ترامب وكبار مسؤولي البيت الأبيض، أصبحوا أقل ثقة بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي وأكثر اقتناعاً بضرورة انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، وفقاً لمسؤولين أميركيين. ومساء اليوم السبت، من المتوقع أن يعقد ترامب اجتماعاً لفريقه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لمناقشة الحرب بين إسرائيل وإيران، بحسب الموقع.
وحول تفاصيل المحاولة التي باءت بالفشل، أشار الموقع إلى أن ترامب تلقى مكالمة هاتفية من أردوغان يوم الاثنين الماضي، أثناء اجتماعه مع قادة مجموعة السبع في كندا، اقترح خلالها الرئيس التركي استضافة اجتماع في إسطنبول في اليوم التالي بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين لبحث حل دبلوماسي للحرب.
ووفق الموقع، وافق ترامب وأبلغ أردوغان باستعداده لإرسال نائب الرئيس جاي دي فانس ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف بل حتى السفر بنفسه إلى تركيا للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إذا كان ذلك ضرورياً للتوصل إلى اتفاق، وفقاً للمصادر.
وصرح مسؤول في البيت الأبيض للموقع، بأنه في الساعات التي سبقت اتصال أردوغان، تلقى ترامب "إشارات" من الإيرانيين عبر قنوات خلفية أخرى تفيد برغبتهم في اللقاء. وأضاف أنه بينما نوقشت مشاركة ترامب الشخصية، كانت الخطة الأكثر جدية إرسال فانس وويتكوف.
وأضافت المصادر أن أردوغان ووزير الخارجية التركية هاكان فيدان، نقلا الاقتراح بعد ذلك إلى بزشكيان ووزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي. وقال مسؤولان أميركيان للموقع، إن بزشكيان وعراقجي حاولا الاتصال بالمرشد خامنئي للحصول على موافقته، لكن تعذر ذلك بسبب تواري الأخير عن الأنظار بسبب تهديدات الاغتيال التي صرح بها الإسرائيليون وترامب نفسه. وبعد ساعات، أبلغ الجانب الإيراني الأتراك بعدم تمكنهم من الحصول على موافقة خامنئي. وقال مسؤول أميركي إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بإلغاء الاجتماع.
بعد ذلك بوقت قصير، لجأ ترامب إلى موقع "تروث سوشيال" ونشر رسالة عامة استثنائية إلى خامنئي. وكتب ترامب: "كان ينبغي لإيران توقيع الاتفاق الذي طلبت منهم التوقيع عليه. يا له من عار، يا له من إهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررت ذلك مراراً وتكراراً! على الجميع إخلاء طهران فوراً!". وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض بأن انهيار المحادثات لم يكن السبب الوحيد وراء هذا المنشور، مؤكداً أنه "لا توجد علاقة مباشرة".
تركيا تعرض الوساطة
واليوم السبت، أعلن الرئيس التركي، خلال لقائه وزير الخارجية الإيرانية، في أنقرة، أن بلاده مستعدة للعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران. وشدد على أن "استئناف المفاوضات هو السبيل الوحيد لحل الأزمة النووية". وندد بـ"العدوان الإسرائيلي" على السيادة الإيرانية.
وأكد أردوغان أن تركيا "لن تقف متفرجة" أمام اشتعال حرب إقليمية جديدة، وحذر من أن الشرق الأوسط "لا يحتمل حرباً أخرى". وأضاف أن بلاده "تدعم الحلول السلمية وتحتفظ بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف".
من جهته، ثمّن عراقجي خطاب أردوغان خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، والذي أدان فيه الهجمات الإسرائيلية، وعبر عن تقدير طهران لموقف تركيا الرسمي والشعبي، كما أكد أن بلاده "لن تتخلى عن حقها المشروع في الرد على الاعتداءات"، لكنه أشار إلى "استعداد إيران للحوار في حال توفر الشروط السياسية المناسبة وتوقف العدوان".
بزشكيان: مستعدون للضمانات
وفي موقف لافت، أكد الرئيس الإيراني أن بلاده مستعدة لـ"تقديم الضمانات وبناء الثقة" بشأن أنشطتها النووية، شريطة احترام السيادة الإيرانية ووقف الاعتداءات.
وقال بزشكيان، وفق وكالة "إرنا"، إن "الجمهورية الإسلامية لا ترفض التفاوض، لكنها ترفض أي شروط مسبقة خارج إطار القانون الدولي". وأضاف أن بلاده "لن تقبل أبداً بخفض أنشطتها النووية إلى الصفر"، في إشارة إلى مطالب غربية سابقة.
ونقلت وكالة "تسنيم" عن بزشكيان، أن "الرد الإيراني على الاعتداءات سيكون أكثر حسماً وقوة"، محذراً من تكرار الهجمات الإسرائيلية، التي بلغت ذروتها في 13 حزيران/يونيو الماضي، حين شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة استهدفت منشآت نووية وقادة عسكريين، وأسفرت عن رد إيراني واسع النطاق استمر أسبوعاً.
وأشار بزشكيان إلى أن إيران "تمتلك بنية تحتية نووية متطورة منذ الستينيات"، وتشمل منشآت مدفونة تحت الأرض، وهي قادرة على تنفيذ كامل دورة تخصيب اليورانيوم محلياً. وجدد التأكيد أن البرنامج النووي الإيراني "يخدم أغراضاً سلمية وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".