المصدر: سكاي نيوز
الاثنين 12 أيار 2025 19:25:32
يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، في زيارة تحمل طابعا مختلفا كليا عن زيارته السابقة عام 2017. فالمشهد الإقليمي والدولي قد تبدل بشكل جذري، حيث تمر المنطقة بمرحلة غير مسبوقة من الاضطرابات والتحولات الجيوسياسية.
وتبدأ الزيارة من الرياض، وتشمل كذلك قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسط مراقبة لصيقة وقراءة دقيقة لمضامينها وتوقيتها.
ملفات حساسة وتحالفات تحت المجهر
تُعقد في العاصمة السعودية قمة مرتقبة تجمع ترامب بزعماء دول مجلس التعاون الخليجي. وتشير المعطيات إلى أن هذه القمة ستكون منصة لإعادة بلورة الدور الأميركي في المنطقة، وتحديد مصالح واشنطن في ضوء التغيرات المتسارعة.
وتوقّع مراقبون توقيع اتفاقات نوعية تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية.
وأشار رئيس قسم الإعلام السابق بجامعة الملك سعود، الدكتور علي العنزي، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن "الزيارة تحمل منعطفا تاريخيا في توقيتها وملفاتها"، موضحا أن "اختيار السعودية كأولى محطات الزيارة لم يأتِ من فراغ، بل هو رهان واضح على عودة السياسة الأميركية للشرق الأوسط".
تصاعد التوتر.. وملف غزة في الواجهة
تأتي الزيارة وسط تصعيد غير مسبوق في غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية.
في ذات السياق، يعيش لبنان على وقع وقف إطلاق نار فرضه مقتل حسن نصر الله، فيما تغيّرت خريطة النفوذ في سوريا بسقوط نظام الأسد وخسارة إيران لمواقع استراتيجية هناك.
وفي هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إن "زيارة بهذا الحجم، وبعد كل هذه التطورات، لا بد أن تأتي بشيء جديد يتجاوز التهدئة أو صفقات الأسرى".
وأضاف: "ترامب يمتلك القدرة والثقة في اتخاذ قرارات بإمكانها صياغة أطر جديدة للعلاقة مع المنطقة".
السعودية وملف فلسطين.. رهان على إدارة متحررة
يرى العنزي أن "دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، تنظر إلى زيارة ترامب كفرصة تاريخية لحل القضية الفلسطينية"، موضحا أن "إدارة ترامب متحررة من الأيديولوجية اليسارية للإدارات السابقة، وتسعى لتثبيت علاقات استراتيجية واقتصادية من خلال الاستثمارات، لكنها تدرك أن الاستقرار شرط رئيسي لأي استثمار".
وأضاف أن "الملف الفلسطيني سيكون في صدارة جدول القمة الخليجية، لمحاولة التأثير على الإدارة الأميركية لإيجاد حل جذري للصراع". ويؤكد أن واشنطن باتت على قناعة بأنها لا تستطيع التخلي عن المنطقة رغم التحديات، بعد فشل سياسة الانسحاب التي اتبعتها إدارات أميركية سابقة.
إيران تتراجع.. وترامب يفرض معادلة جديدة
زيارة ترامب تأتي في وقت ينهار فيه محور إيران في المنطقة. من لبنان إلى اليمن والعراق وسوريا، وكلاؤها يتراجعون، وبعضهم يتفاوض لتسليم سلاحه، كما هو الحال في العراق وفق تقارير إعلامية. أما في اليمن، فالحوثيون اضطروا للتوصل إلى وقف إطلاق نار بعد حملة ضغوط أميركية شديدة.
السفير محمد حجازي يرى أن الولايات المتحدة "باتت قادرة، عبر شخصية ترامب، على تقديم حلول واقعية تتعامل مع قضايا المنطقة بروح جديدة"، مشددا على أن "الممارسات الإسرائيلية باتت بعيدة عن تحقيق أهداف واشنطن الاستراتيجية".
توحيد المواقف العربية.. مطلب حيوي
أما السفير زياد المجالي، الدبلوماسي الأردني السابق، فقد أشار إلى أهمية توحيد المواقف الخليجية والعربية. وقال: "المنطقة تدرك أهمية ربط القضايا الاقتصادية بالأمنية، كما فعلت السعودية عندما ربطت الدعم الأميركي بملفات مثل الصفقة الدفاعية والبرنامج النووي السلمي".
وأضاف: "الشهية الاقتصادية لترامب يجب أن تُقابل بتحقيق مكاسب أمنية وسياسية للدول العربية، وهذا التوازن قد يقود إلى تفاهمات طويلة الأمد، وربما شبه اتفاقيات دفاع مشترك".