ترامب يضع شروطاً لتقديم المساعدات للمناطق المنكوبة بالكوارث ‏الطبيعية

زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة ولايتَي كارولاينا الشمالية ‏وكاليفورنيا اللتين تعرّضتا لكوارث طبيعية مؤخرا، مستغلا أول رحلة له ‏منذ عودته إلى البيت الأبيض لتحويل المساعدات الفدرالية للكوارث ‏الطبيعية إلى ورقة مساومة سياسية.‏

وقال ترامب إنه سيعمد "ربما الى إلغاء" الوكالة الفدرالية لإدارة ‏الاعاصير والحرائق والكوارث الأخرى، خصوصا أنه يسعى للتحكم في ‏شكل كبير في توزيع المساعدة الفدرالية في حال وقوع كوارث طبيعية.‏

وأضاف الرئيس الجمهوري خلال زيارته كارولاينا الشمالية "سأوقع أمرا ‏تنفيذيا للبدء بإصلاح عميق، وإصلاح الوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث ‏أو ربما الغائها".‏

وكان ترامب هدّد بالكف عن مساعدة كاليفورنيا، الولاية المحسوبة على ‏الديموقراطيين، في عملية مكافحة الحرائق في لوس انجليس.‏

لكن في مواجهة الدمار الذي خلّفته الحرائق الضخمة التي اجتاحت ‏كاليفورنيا، بدا ترامب أقل حدة وصرح "الحكومة الفدرالية تقف خلفكم. ‏بنسبة 100 في المئة".‏

وتابع بعدما قام بجولة فوق المناطق المتضررة "لا أعتقد أنكم تستطيعون ‏إدراك مدى صعوبة الوضع ومدى الدمار حتى ترونه" مضيفا "لقد رأيت ‏الكثير من المشاهد القاسية على التلفزيون، لكن نطاقه وحجمه... إنه ‏دمار. إنه أمر لا يصدق".‏

وأتت تصريحات ترامب بعدما هدد بوقف المساعدة إذا لم تغير كاليفورنيا ‏قوانين يقول إنها تسمح للمهاجرين غير النظاميين بالتصويت، وربط ذلك ‏بادعاء بأن الولاية يمكن أن تحل الجفاف الذي تعانيه بمجرد فتح صمام ‏لتجري المياه.‏

وأردف الرئيس الأميركي "في كاليفورنيا (...) أريد أمرين: إثبات ‏لهويات الناخبين ورؤية المياه تجري".‏

وفي لوس أنجليس، خرجت إحاطة مع سياسيين وعناصر إطفاء كانت قد ‏بدأت بالتعاطف، عن مسارها، حين بدأ ترامب يقول إن كاليفورنيا لديها ‏إمدادات "غير محدودة" من المياه والتحدث بشكل مسيء عن الوكالة ‏الفدرالية لإدارة الكوارث.‏

وقال "تدار الوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث بطريقة تفتقر إلى الكفاءة، ‏وتكلف ثلاثة أضعاف أكثر مما ينبغي".‏

ترحيل ‏
تأتي جولة ترامب فيما واصلت إدارته التركيز على الهجرة، وهي إحدى ‏القضايا الرئيسية التي ساعدت على العودة إلى البيت الأبيض.‏

وأعلن البيت الأبيض توقيف 593 مهاجرا غير نظامي الجمعة، بعد ‏توقيف 538 الخميس، وقال إنه رحّل "مئات" المهاجرين بطائرات ‏عسكرية.‏

وعلى سبيل المقارنة، في عهد الرئيس السابق جو بايدن، أجريت 270 ‏ألف عملية ترحيل في العام 2024، وهو رقم قياسي في 10 سنوات، ‏و113,400 عملية توقيف، أي بمتوسط 310 يوميا.‏

والجمعة، حطّت في غواتيمالا طائرتان عسكريتان أميركيتان تقلان ‏غواتيماليين طردوا من الولايات المتحدة، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة ‏الدفاع. وقال معهد الهجرة في غواتيمالا إن رحلة مستأجرة وصلت أيضا ‏إلى البلاد. ووصل مجموع المرحّلين بالطائرات الثلاث إلى 265 ‏شخصا.‏

وقال البيت الأبيض الجمعة إن أربع رحلات جوية وصلت إلى المكسيك ‏في اليوم السابق، في حين أعربت الحكومة المكسيكية عن استعدادها ‏للتعاون لاستقبال مواطنيها المرحّلين من الولايات المتحدة.‏

وردا على سؤال حول تلك الرحلات، قال ترامب "نحن نعيد المجرمين ‏والأشرار".‏

واتهم ترامب بايدن مرارا بالفشل في اتخاذ إجراءات صارمة ضد "غزو" ‏المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية مع المكسيك بشكل غير ‏قانوني.‏

من جهة أخرى، اتخذ دونالد ترامب الجمعة سلسلة إجراءات ضد ‏الإجهاض وبعث رسالة دعم لعشرات آلاف المتظاهرين المعارضين ‏للإجهاض الذين ساروا في واشنطن خلال النهار، بعد خمسة أيام على ‏تنصيب الجمهوري رئيسا للولايات المتحدة.‏

تأتي قرارات الإدارة الجمهورية الجديدة في يوم النسخة 52 من "المسيرة ‏من أجل الحياة"، وهو عرض سنوي للحركة المناهضة للإجهاض في ‏الولايات المتحدة التي دعمها ترامب الجمعة برسالة عبر الفيديو.‏

ووعد ترامب المتظاهرين بأنه "خلال فترة ولايتي الثانية، سنقاتل مجددا ‏بفخر من أجل العائلات والحياة. سنحمي المكاسب التاريخية التي ‏حققناها".‏

وحقّق ترامب فوزا آخر يتمثل في تعيين مشرّحه لمنصب وزير الدفاع ‏بيت هيغسيث بعدما صادق مجلس الشيوخ الأميركي على تسميته بفارق ‏ضئيل.‏