المصدر: الجريدة
الجمعة 11 نيسان 2025 01:09:14
أمهل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أسبوعين أو ثلاثة، لإنهاء عدوانه على غزة، تزامناً مع تقديم جيش الاحتلال وثيقة إلى «الكابينت» تظهر أن لدى حركة حماس اليوم أكثر من 20 ألف مقاتل، وأن 25% فقط من أنفاق غزة تم تدميرها.
ووسط تزايد حالة التململ داخل إسرائيل، وإقرار البعض بأن الضغط العسكري لم يجد نفعاً، ولن يؤدي لتحرير الرهائن أو القضاء كلياً على «حماس»، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأن ترامب بدأ يفقد صبره خلف الكواليس، ويعمل على صفقة شاملة من شأنها أن تؤدي قريباً إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء الحرب في غزة.
ووفق الصحيفة، سمع المسؤولون الإسرائيليون الذين تحدثوا مع نظرائهم الأميركيين أن ترامب منح نتنياهو المزيد من الوقت لمواصلة القتال لكن ليس لفترة طويلة ربما أسبوعين أو 3 أسابيع، مؤكدة أنه يريد إنهاء الحرب قريباً.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين أبلغوا عائلات الرهائن أن قضية تحرير ذويهم كانت على رأس جدول أعمال ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض يوم الإثنين، مؤكدين أنهم يضغطون من أجل التوصل إلى صفقة ضمن تحرك أوسع في الشرق الأوسط، هدفه الرئيسي إنهاء الحرب في غزة، كما تشكل المحادثات مع إيران بشأن الملف النووي جزءاً من هذه الخطة الشاملة، ولا يمكن أن تعمل منفردة.
ولا يكتفي الأميركيون ببضع خطوات، بل يروجون لمبادرة شاملة وواسعة النطاق، وانتهاء الحرب لا يعني بالضرورة التوصل إلى حل شامل لقضية المخطوفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قال لنتنياهو صراحة يوم الاثنين في البيت الأبيض: «لدينا مشكلة مع الرهائن، نحن نحاول التوصل إلى إطلاق سراحهم جميعاً، وأريد أن أرى نهاية للحرب، وآمل أن يحدث ذلك قريباً». وأكدت الصحيفة أن «نتنياهو اختار بعد يوم واحد من اجتماع البيت الأبيض تسليط الضوء على تصريحات ترامب بشأن الطريقة التي يتعامل بها مع قضية الرهائن الـ59 المحتجزين لدى حماس».
وقال: «نظر إلي الرئيس وقال للصحافيين هذا الرجل يعمل طوال الوقت لتحرير الرهائن».
ولاحقاً، أكد مكتب نتنياهو أن «ترامب يؤيد بشكل كامل سياسته لهزيمة حماس وممارسة الضغط العسكري عليها لإطلاق سراح الرهائن، وأن الضغوط الأميركية على الوسطاء إلى جانب العسكرية الإسرائيلية، تقرب الاتفاق. يأتي ذلك فيما أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أمس الأول، الاستيلاء على «مساحات واسعة» من غزة، بما يجعل القطاع «أصغر مساحة وأكثر عزلة»، وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على تنفيذ «رؤية» ترامب «للهجرة الطوعية» لسكانها.
وبينما توعد كاتس، خلال زيارة لـ «محور موراغ» الفاصل بين مدينتي خان يونس ورفح بـ«مزيد من القتال العنيف في كل أنحاء غزة طالما لم يتم تحرير الرهائن وإلحاق الهزيمة بحماس»، قرر رئيس الأركان إيال زامير وقائد سلاح الجو تومر بار إقالة 950 من الجنود والضباط الاحتياط في سلاح الجو وقعوا على عريضة تطالب بوقف الحرب، وإبرام صفقة لإعادة الأسرى.
ودعم نتنياهو قرار زامير وبار قائلاً، إن رفض الخدمة «يظل رفضاً حتى إن جاء بصيغة مبطنة وبأسلوب غير مباشر، والتصريحات التي تضعف الجيش وتقوي الأعداء في زمن الحرب غير مقبولة إطلاقاً». وذكرت هيئة البث العبرية أن الموقعين في العريضة شرحوا أن الحرب تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس أمنية، واستمرارها لا يخدم أياً من أهدافها المعلن.
في السياق، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء تقديم المؤسسة العسكرية وثيقة قبل أسابيع للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عن وضع غزة تظهر أن 25% فقط من أنفاقها تم تدميرها، وأن لدى «حماس» اليوم أكثر من 20 ألف مقاتل.
وبعدما قتلت إسرائيل عدداً من قيادييها، وأنهكتها الحرب، وضعت «حماس» تركيبة جديدة، لكنها أخفت هويات قادتها الجدد لحمايتهم من التعرّض للاغتيال، وسط تساؤلات كثيرة حول مستقبلها في قطاع غزة.