المصدر: النهار
الأربعاء 22 كانون الثاني 2025 12:46:34
استهدف دونالد ترامب معارضيه واستعرض مشروعاً ضخماً للذكاء الاصطناعي الثلاثاء مع انطلاق ولايته الرئاسية الثانية، لكنه واجه انتقادات علنية نادرة من نوعها من أسقف كنيسة في واشنطن.
دافع الرئيس الجمهوري أيضاً عن قراراته العفو عن أشخاص شاركوا في أعمال الشغب في الكابيتول بمن فيهم شخصان بارزان من مجموعتي "براود بويز" و"أوث كيبرز" اليمينيتين المتشددتين أُطلق سراحهما الثلاثاء.
وتعهّد ترامب بـ"عصر ذهبي جديد" لأميركا موقّعاً مجموعة من الأوامر التنفيذية خلال ساعاته الـ24 الأولى في المنصب تتعلق بالهجرة والنوع الاجتماعي والمناخ وتلغي العديد من سياسات الديموقراطي جو بايدن.
وأعلن ترامب بينما وقف إلى جانبه رؤساء مجموعة "سوفت بنك" اليابانية و"أوراكل" و"أوبن إيه آي" المطوّرة لـ"تشات جي بي تي"، مشروع "ستارغيت" الذي "سيستثمر 500 مليار دولار على الأقل" في البنى التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.
واعتبر ترامب أن "هذا التعهد الضخم إعلان مدوٍّ عن الثقة بإمكانيات أميركا".
ودعمت كبريات شخصيات عالم التكنولوجيا ترامب، حتى إن الرجل الأكثر ثراءً في العالم إيلون ماسك انضمّ إلى إدارته. وأفاد ترامب بأنه منفتح على فكرة شراء ماسك تطبيق تيك توك الذي تملكه الصين كحل لإبقائه مفتوحاً في الولايات المتحدة.
لكن ترامب البالغ 78 عاماً والذي بات الرئيس الأكبر سناً الذي يُنصَّب في الولايات المتحدة، تعهّد الانتقام في إطار ما يقول إنها محاولة لإصلاح "الدولة العميقة" التي تركها سلفه جو بايدن خلفه.
وأقالت إدارته رئيسة خفر السواحل ليندا فاغان التي كانت أول امرأة تقود خدمة عسكرية أميركية، إذ تحدث مسؤول عن "أوجه قصور في قدراتها القيادية" واتهمها بـ"التركيز المبالغ فيه" على برامج التنوّع.
وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفت على منصة "إكس" عن إجازة مدفوعة بحلول مساء الأربعاء للموظفين الفيديراليين العاملين في مكاتب التنوّع الاجتماعي، مع إصدار إدارة دونالد ترامب الجديدة أمراً بإنهاء هذه البرامج.
تحلى بالرحمة
سحب ترامب أيضاً عناصر الخدمة السرية المكلفين حماية مستشاره للأمن القومي سابقاً جون بولتون الذي كان هدفاً لمخطط اغتيال إيراني مفترض.
وأعلن ترامب في وقت سابق خططاً لإقالة حوالى ألف شخص معارض له من مناصب في الإدارة الفيديرالية. وأعلن إقالة أربعة أشخاص بينهم الجنرال المتقاعد مارك ميلي الذي كان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي في عهده وتحوّل إلى أحد أشد منتقديه.
لكن ترامب واجه انتقادات من جهة نافذة وغير متوقعة الثلاثاء هي أسقف في واشنطن قالت له من منبرها إنه يزرع الخوف في أوساط المهاجرين ومجتمع الميم.
وقالت ماريان إدغار بود من كاتدرائية واشنطن الوطنية لترامب بينما جلس في الصف الأمامي إلى جانب زوجته ميلانيا "أطلب منك أن تتحلى بالرحمة، السيد الرئيس".
وصباح الأربعاء، ندد ترامب على منصته "تروث سوشال" ببود واصفاً إيّاها بأنها "سيئة" ومطالباً باعتذار.
وكتب ترامب "تلك المدعوّة أسقفاً، التي تحدثت أثناء القداس الوطني صباح الثلاثاء، كانت من اليسار الراديكالي المتشدد وكارهة لترامب" من دون أن يذكر اسم بود.
وأضاف "أقحمت كنيستها بعالم السياسة بشكل يفتقر تماماً إلى الامتنان. كانت نبرتها سيئة وغير مقنعة ولا ذكية".
وبينما ندد بـ"المهاجرين غير الشرعيين"، انتقد ترامب أيضاً قداس بود "المملّ جداً وغير الملهم".
وتابع "لا تؤدي وظيفتها بطريقة جيدة! يتعيّن عليها وعلى كنيستها الاعتذار للشعب".
أصدر ترامب قرارات الاثنين لتعليق إمكان وصول طالبي اللجوء إلى البلاد وطرد المهاجرين غير النظاميين. كما أصدر مرسوماً يؤكد أنه لن يُعترف إلا بنوعين اجتماعيين، ذكور وإناث.
سخيفة
أصدر أيضاً قرارات بالعفو عن أكثر من 1500 شخص اقتحموا الكابيتول يوم السادس من كانون الثاني (يناير) 2021، بمن فيهم أولئك الذين أدينوا بمهاجمة عناصر شرطة.
وخفض مدة الأحكام الصادرة بحق اثنين من أبرز الشخصيات التي أدت دوراً في أعمال الشغب هما الزعيم السابق لجماعة "براود بويز" اليمينية المتشددة إنريكي تاريو وزعيم جماعة أخرى مشابهة هي "أوث كيبرز" ويُدعى ستيوارت رودس.
وقال ترامب للصحافيين "أعتقد أن الأحكام المفروضة عليهما كانت سخيفة ومبالغاً فيها".
ووجه ترامب رسالة إلى "براود بويز" دعاهم فيها إلى "أخذ خطوة إلى الوراء والانتظار" لدى سؤاله أثناء مناظرة مع بايدن عام 2020 إن كان يدين المليشيات والجماعات المؤمنة بتفوّق العرق الأبيض.
وأدان الديموقراطيون قرارات العفو "المعيبة".
في الأثناء، يواجه الرئيس الجمهوري مقاومة لأمره بإلغاء حق الحصول على الجنسية لدى الولادة، المكفول في الدستور الأميركي، إذ أطلقت 22 ولاية ديموقراطية تحركاً قانونياً ضد الخطة.
وستمنع الخطة الحكومة الفيديرالية من إصدار جوازات سفر أو شهادات جنسية لأطفال الأشخاص المقيمين في البلاد بشكل غير شرعي أو موقت.
ويمضي ترامب قدماً بتنفيذ أجندة مكتظة بعد تنصيبه الاثنين، عندما ألقى خطاباً مزج بين تقديم صورة قاتمة عن الوضع في الولايات المتحدة في حالة فشل ووعود التجديد.
وكذلك بدأ إثارة المشكلات على الصعيد الدولي. فقد هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، إلى جانب كندا والمكسيك.
وأضاف أن روسيا ستواجه على الأرجح عقوبات جديدة ما لم توافق على اتفاق للسلام في أوكرانيا.