المصدر: France24
الخميس 13 تشرين الثاني 2025 02:26:45
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقاضاة "بي بي سي" مطالبا بتعويض مليار دولار بسبب تعديل مقاطع من خطابه، فيما طالب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الهيئة بإصلاح أخطائها وسط جدل واستقالات داخلها.
وانتقد ستارمر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الأربعاء، مطالبا إياها بـ"إصلاح وضعها" بعد تهديد ترامب مقاضاتها للمطالبة بتعويض قدره مليار دولار، إثر دمج مقاطع من خطابه بشكل وصفه بالمضلل.
وفي كلمته أمام البرلمان، شدد ستارمر على دعمه لـ"بي بي سي قوية ومستقلة"، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة التزامها "أعلى المعايير لتكون مسؤولة وتصحح الأخطاء بسرعة".
وأوضح، ردا على دعوات لحث ترامب على التراجع عن تهديده القانوني، أن "عندما ترتكب أخطاء، فإن عليها إصلاح وضعها".
واستند محامو ترامب في تهديدهم القانوني إلى رسالة تطالب الهيئة بتعويض بمليار دولار، بينما اعترفت "بي بي سي" بأنها أعطت انطباعا خاطئا بأن الرئيس حث على "عمل عنيف" قبل أحداث اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي عام 2021.
وعند سؤاله لاحقا في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الإثنين عن نواياه تجاه مقاضاة "بي بي سي"، أجاب ترامب: "أظن أن علي القيام بذلك، لم لا؟"، مضيفا: "أعتقد أن من واجبي فعل هذا لأنه لا يمكن السماح للناس بارتكاب مثل هذه الأفعال"، مع عدم تأكيد بدء إجراءات الدعوى رسميا، قبل أن يضيف: "لقد خدعوا الجمهور واعترفوا بذلك".
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن بريطانيا "من المفترض أنها واحدة من كبار حلفائنا ... والحكومة لديها حصة" في الهيئة الممولة من المال العام. من جانبها، شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على أن ترامب كان "قلقا للغاية" من "التحوير المتعمد وغير النزيه لخطابه"، مع التأكيد على العلاقة الجيدة بينه وبين ستارمر.
وتسعى حكومة حزب العمال بقيادة ستارمر إلى التوازن بين دعم استقلال الهيئة وعدم الظهور بموقف منحاز للرئيس الأمريكي. وأدى الجدل إلى استقالة المدير العام ورئيسة قسم الأخبار يوم الأحد، كما أعلن رئيس مجلس الإدارة سمير شاه الاثنين عن اعتذار علني بسبب "خطأ في التقدير" أثناء إخراج الشريط الوثائقي.
وأظهر استطلاع أجراه معهد يوغوف، نشر الثلاثاء، أن 57% من البريطانيين يرون ضرورة تقديم "بي بي سي" اعتذار مباشر لترامب، فيما عارض ذلك ربع المشاركين. وتأتي الأزمة في وقت حساس للهيئة قبيل إعادة التفاوض على ميثاقها الحالي الذي ينتهي عام 2027.
ويواجه ترامب اتهامات باستخدام الدعاوى القضائية لقمع الانتقادات الإعلامية منذ عودته إلى الرئاسة في يناير/كانون الثاني.
وكان الشريط الوثائقي محل الخلاف قد بث العام الماضي، متضمنا مقاطع مجمعة من خطاب 6 كانون/يناير الثاني 2021، أوحت بأنه دعا أنصاره للتوجه إلى الكابيتول و"القتال بشراسة" رغم خسارته الانتخابات أمام جو بايدن، بينما يظهر المقطع الأصلي أنه دعاهم "للهتاف دعما لشجعاننا من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب"، وجاءت عبارة "القتال بشراسة" في موضع آخر.