المصدر: اللواء
الكاتب: كارول سلوم
الجمعة 10 تشرين الأول 2025 07:13:42
إذا كانت الأنظار المحلية والخارجية متجهة الى الإتفاق بين حركة حماس والإسرائيليين، فإن الوضع اللبناني يخضع حاليا لحال من الترقب لإنعكاسات هذا الإتفاق والخطوات التالية وسط ترحيب رسمي بما أُنجز، في حين تمنَّى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان تتجاوب إسرائيل مع الدعوات التي صدرت عن قادة الدول العربية والأجنبية من اجل وقف سياستها العدوانية في فلسطين ولبنان وسوريا لتوفير المناخات الإيجابية للعمل من اجل سلام عادل وشامل ودائم يحقق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ومن اكثر الأسئلة التي تدور في أروقة الأوساط السياسية تتصل بالخطوة التالية في ظل هواجس يعبر عنها الرأي العام اللبناني حول إمكانية اقدام اسرائيل على ضربات اكثر عنفا في مشهد يعيد الأذهان الى ما قبل اتفاق وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي.
في الواقع، يتحسَّب كثيرون لهذه الخطوة ويطرحون اسئلة عن الواقع اللبناني في الوقت الذي يقوم فيه الجيش بتنفيذ خطة حصرية السلاح التي وضعها في جنوب الليطاني مع استمرار عوائق تتعلق بإستمرار اسرائيل في احتلال بعض المناطق.
لا يمكن التكهن بما تخطط له اسرائيل، وفي الوقت نفسه سيتعين على الدولة اللبنانية الإستمرار في سعيها لبسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية وبالتالي تسلُّم السلاح من جميع المناطق اللبنانية.
وتفيد مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الجميع يدرك ان ما من مُهل مفتوحة في موضوع السلاح، وفي الوقت نفسه ما من مؤشرات حول إنهاء هذا الملف في القريب العاجل بعد تصاعد لغة حزب الله بشأن رفض التسليم كما ان تحرك إيران في المنطقة لم يُقدِّم معطيات كافية عن إنهاء ورقة السلاح، كل ذلك حتى الآن يُعدُّ من العوامل غير المشجّعة ويدفع اسرائيل الى الإقدام على خطوات تصعيدية تجاه لبنان، ومن هنا فإن طرح ملف ما بعد الإتفاق بين حركة حماس وإسرائيل بدعم اميركي على بساط البحث الرسمي هو اجراء مطلوب تحسبا لأية سيناريوهات معينة قد تكون مقلقة.
وترى هذه المصادر انه من غير المستبعد ان يكون هذا الحدث في صلب مناقشات مجلس الوزراء في جلسة تعقد في القصر الجمهوري، بحيث ان هناك وزراء يريدون الإستفسار عن انعكاساته على الواقع اللبناني وعما اذا كانت هناك من رسائل معينة، وهل ان انجاز هذا الحدث يعني انتقال الإهتمام الى لبنان والضغط في الإسراع في خطوة تسليم السلاح قبل فوات الاوان، ملاحِظة انه متى يتم الإعلان عن زيارة الموفد الأميركي توم باراك فذلك يعني اعادة وضع لبنان ضمن أولويات البحث الأميركي دون اغفال متابعة عدد من الدول له.
وتعتبر المصادر ان الخيار الرسمي المتخذ هو متابعة خطة الجيش التي وضعت وتقديم الدعم الذي مُنح لها ومواصلة قيادة الجيش تزويد المجلس بتقرير شهري عما تمَّ، والذي يرد على اي استفسار دولي، ومن هنا لا بد من انتظار ان يتظهر هذا الإتفاق والخطوات المستقبلية للمعنيين والنتائج المترتبة وأولويات البحث في السلام في المنطقة والتي يوليها الراعي الاساسي لهذا الإتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
هي مسألة وقت ليس اكثر حتى يتضح السيناريو الذي يلي مرحلة الإتفاق بين حركة حماس والإسرائيليين والذي كان محور ترحيب واسع النطاق.