المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لينا يونس
الأربعاء 9 تشرين الثاني 2022 14:38:59
يزداد أفق العلاقات الايرانية – الغربية تلبّدًا، وخيار المفاوضات والدبلوماسية في التعاطي مع طهران، بدأ المجتمع الدولي يفكّر مليا وجديا في التخلي عنه، وقد بات من الممكن ان ينفذ صبره في اي لحظة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".
في الساعات الماضية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن تهديدات إيران تجاوزت النطاق الإقليمي، مضيفاً "علينا تغيير طريقة مواجهتنا لتهديدات إيران في العالم". وقال في حديث تلفزيوني على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" المنعقد في شرم الشيخ في مصر، "علينا العمل بشكل منظم لمواجهة التهديدات الإيرانية". وتابع "يجب ضمان عدم تأثر الشعب الإيراني بالعقوبات على نظام طهران".
من جانبه، اعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية، الاثنين، أن العمل جار من أجل فرض حزمة من العقوبات الجديدة. كما أشار إلى أن على الاتحاد الأوروبي اتخاذ القرار بشأن فرض عقوبات على الحرس الثوري، لدوره في عمليات قمع المتظاهرين الجارية في البلاد، بحسب ما نقلت رويترز.
الى المؤشرات الاوروبية هذه، التي تدل بوضوح على ان القناعة بجدوى مسايرة ايران، تتلاشى لدى عواصم القارة العجوز، تُسجّل ايضا مؤشرات اميركية. فقد قالت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) إن القيادة الوسطى الأميركية أطلقت مقاتلات متمركزة في منطقة الخليج باتجاه إيران، كجزء من حالة التأهب الشاملة للقوات الأميركية والسعودية. وذكرت الصحيفة أن إطلاق المقاتلات جاء على خلفية صدور تقارير استخباراتية تحذر من هجمات صاروخية باليستية إيرانية وشيكة وأخرى بواسطة طائرات مسيرة على أهداف في السعودية. وقالت واشنطن بوست إن إرسال المقاتلات هو أحدث مثال على قوة وأهمية الشراكة بين واشنطن والرياض، والتي قالت الإدارة الأميركية إنها في طور المراجعة. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) قد نقلت عن مسؤولين سعوديين وأميركيين أن السعودية تبادلت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تحذر من هجوم إيراني وشيك على أهداف داخل المملكة.
الحزم الاميركي – الاوروبي في وجه تصرفات ايران المزعزعة للامن والاستقرار، الاقليمي والاوروبي ايضا، بفعل ارسالها المسيرات الى روسيا للمشاركة في الحرب على اوكرانيا، حلّ مكان الدبلوماسية ولغة الاستيعاب والحوار تبدّلت لتحلّ مكانها لغة العقوبات والطائرات الحربية المحذّرة. فهل يرتدع النظام في طهران، في التعامل مع مواطنيه في الشارع ومع جيرانه في المنطقة ومع أمن اوروبا؟ ام يواصل اللعب بالنار وتحريك اوراقه وأذرعه للتصعيد، في مقامرةٍ خطيرة، اذ يبدو كَمَن يلهو بقنابل موقوتة قد تنفجر في وجهه في اي لحظة؟