المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الاثنين 17 شباط 2025 14:20:04
وقت سرت معلومات ان تل ابيب حظيت بإذن من الولايات المتحدة الأميركية بالبقاء في بعض التلال والمرتفغات الجنوبية حتى الثامن والعشرين من الجاري عادت اسرائيل الى المراوغة من جديد واختلاق الذرائع لعدم الانسحاب من لبنان بانتهاء المهلة الممددة لوقف الاعمال العدائية والبدء بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق .
وفي السياق، ربطت مصادر امنية تهديدات المسؤولين الإسرائيليين باستمرار الحرب على غزة والبقاء في جنوب لبنان بالقرارات المفاجئة التي صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجهة مطالبته بترحيل الفلسطينيين من غزة الى مصر والأردن والتي قد تشجع على بقاء الجيش الإسرائيلي في الجنوب وتعيق تنفيذ الهدنة في قطاع غزة .
جدير ان من ينظر الى الغطرسة الإسرائيلية المتزايدة والتهويل بالعودة الى القتال في غزة لا يستغرب ان تعبث بكل التزاماتها تجاه لبنان والمتمثلة بتطبيق بنود وقف النار لا سيما الانسحاب في المواعيد المحددة . فبعد التمديد الأول من 26كانون الثاني الى 18شباط بقرار احادي ومباركة أميركية تسعى إسرائيل اليوم الى البقاء اقله في بعض المرتفعات من دون تحديد فترة زمنية متذرعة باسباب مختلفة هي نفسها التي ادت للتمديد الأول رغم رفض لبنان القاطع لهذا الاقتراح . وهي اليوم من جديد تتهمه بعدم تطبيق القرار 1701 وانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني .
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن هشام جابر يقول لـ"المركزية "في الموضوع : المهم ان تنسحب القوات الاسرائيلية من القرى والمناطق التي لا تزال تحتلها في الجنوب قبل الموعد المحدد لتشييع الأمين العام السابق لحزب الله في الثالث والعشرين من الجاري تجنبا لاي شكالات واستفزازات قد تقدم عليها إسرائيل في المناسبة وتجر الى رد غير محسوب من المقاومة التي لا تزال وباعتراف الجميع تلتزم وقف النار ومندرجات القرار 1701 .تل ابيب طلبت من الولايات المتحدة الأميركية تمديد بقائها في الجنوب الى الثامن والعشرين من شباط لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم توافقها على الامر في حين هي غضت الطرف عن احتفاظها بالتلال الخمس الاستراتيجية والتي اقترحت فرنسا كحل تسليمها لقواتها او لليونيفيل . هذا الاقتراح قبل به لبنان لكن إسرائيل رفضته . على لبنان القيام بجهد دبلوماسي ملحوظ مع واشنطن وباريس لتحقيقه لان بقاء الجيش الإسرائيلي ولو على شبر من الأراضي اللبنانية من شأنه ان يستجر الى قيام مقاومات لاستهدافه انطلاقا من المادة 51 من اتفاقية جنيف التي تعطي شرعية لكل عمل مقاوم بوجه الاحتلال.
ويختم لافتا الى ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يستغل وجود الرئيس ترامب على رأس الادارة الأميركية ومواقفه الأخيرة من الشرق الأوسط وتحديدا القضية الفلسطينية وهو تحت هذا الغطاء المتوفر له يرتكب كل التجاوزات شريطة ان لا تؤدي الى اندلاع الحرب التي حرمها عليه ترامب المنصرف بالتمام والكمال الى القضايا المالية والاقتصادية وكيفية استثمارها لتحصيل الاموال وبسط النفوذ والسيطرة الاميركية على العالم .