تصريح جديد لترامب يُثير انتقادات عربية ودولية: ملتزم بشراء قطاع غزّة وتملّكه... شولتس: "فضيحة"

أثار تصريح جديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول شراء قطاع غزّة، مجدّداً، موجة انتقادات عربية ودولية.

أمس الأحد، قال ترامب إنّه ملتزم بشراء قطاع غزة وتملكه، لكنّه أوضح أنه قد يُتيح لدول أخرى في الشرق الأوسط المشاركة في إعادة بناء أجزاء من القطاع.

أضاف ترامب: "أنا ملتزم بشراء وتملّك (قطاع) غزة. وفي ما يتعلق بإعادة إعمار القطاع، فقد نتيح لدول أخرى في الشرق الأوسط المشاركة في إعادة الإعمار، قد يقوم أشخاص آخرون بذلك تحت رعايتنا. لكننا ملتزمون بتملكه والاستيلاء عليه وضمان عدم عودة حماس".

أدلى ترامب بتصريحاته للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية.

قال ترامب: "لا يوجد شيء (في غزة) للعودة إليه. المكان عبارة عن موقع هدم. سيتم هدم الباقي. سيتم هدم كل شيء".

وأوضح ترامب أيضاً أنّه منفتح على إمكانية السماح لبعض اللاجئين الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة، لكنّه سينظر في مثل هذه الطلبات على أساس كل حالة على حدة.

كان ترامب قد طرح بعد وقت قصير من توليه منصبه في 20 كانون الثاني / يناير فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة والانخراط في جهود ضخمة لإعادة الإعمار.

ولم يكشف بيانه عن مستقبل الفلسطينيين الذين تعرضوا لحرب مدمّرة على مدار 15 شهراً.

ولم يتضح بموجب أي سلطة ستطالب الولايات المتحدة بالسيطرة على غزة. وأثار إعلان ترامب انتقادات فورية من عدة دول.

 وعلى الفور، أدان عزت الرشق، العضو بالمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، تصريحات ترامب، وقال إنّ "الفلسطينيين سيفسدون كل الخطط الرامية لتهجيرهم".

من جهته، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، مقترح ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ونقل سكانه إلى بلدان أخرى بأنه "فضيحة".

وأوضح شولتس، في مناظرة تلفزيونية مع خصمه المحافظ فريدريش ميرتس تمهيداً للانتخابات التشريعية الألمانية المقررة في 23 شباط، أنّ "نقل سكان غير مقبول ومخالف للقانون الدولي". ووافقه ميرتس الرأي.

وكان ترامب عرض الثلاثاء مقترحاً يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ونقل سكانه إلى الأردن أو مصر.

واعتبر ميرتس أنّ هذا السيناريو يندرج في إطار "سلسلة مقترحات تصدر عن الحكومة الأميركية"، وأضاف "يتعين الانتظار لتبيان ما هو جاد حقا وكيف سيتم تنفيذ ذلك

وفي وقت سابق الأحد، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إنّه من المقرّر أن يلتقي الرئيس الأميركي بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي وربما بولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، دون أن يحدد موعدا لتلك المحادثات.

جاء ذلك في تصريحات لقناة "فوكس نيوز" ردّاً على سؤال عن اقتراح ترامب الذي كشف عنه في الآونة الأخيرة بالسيطرة على قطاع غزة وإعادة بنائه.

ولم يذكر هرتسوغ موعد أو مكان عقد هذين الاجتماعين، كما لم يناقش محتواهما المحتمل. كما أشار إلى أنّه من المقرر أن يجتمع ترامب بالعاهل الأردني الملك عبد الله في الأيام المقبلة، وهو ما أوردته وكالة الأنباء الأردنية بالفعل.

وقال هرتسوغ: "من المقرر أن يلتقي الرئيس ترامب بكبار الزعماء العرب، وفي مقدمتهم ملك الأردن ورئيس مصر وأعتقد أيضا ولي عهد السعودية".

أضاف: "هؤلاء هم الشركاء الذين يتعين علينا الاستماع إليهم، ويجب مناقشتهم. ويتعيّن علينا أيضا احترام مشاعرهم ورؤية كيفية بناء خطة مستدامة للمستقبل".

ورفضت السعودية رفضاً قاطعاً خطة ترامب بشأن غزة، مثلما فعل العديد من زعماء العالم.

ونقلت "رويترز" قبل أيام عن ثلاثة مسؤولين أردنيين كبار، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن العاهل الأردني يعتزم تحذير ترامب خلال اجتماعهما المقرر في 11 شباط/ فبراير في واشنطن بأنّ الاقتراح هو وصفة للتطرف ستنشر الفوضى في الشرق الأوسط وتعرض السلام بين المملكة وإسرائيل للخطر.

من جهة أخرى، قال ترامب، أمس الأحد، إنّ صبره بدأ ينفد بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد أن رأى لقطات لإطلاق الجماعة الفلسطينية سراح رهائن إسرائيليين في مطلع الأسبوع، وشبّه مظهرهم بـ"ناجين من المحرقة".

أثار رد فعل ترامب على رؤية صور الرهائن الثلاثة، الذين بدوا في حالة هزال وضعف عند إطلاق سراحهم يوم السبت، حالة من عدم اليقين بشأن مصير الاتفاق قبل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وعددهم 76.

وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة في طريقه إلى نيو أورليانز: "إنّهم يبدون مثل الناجين من المحرقة. كانوا في حالة مروعة. كانوا في حالة هزال وضعف". وأضاف: "لا أعرف إلى متى يمكننا أن نتحمل ذلك... في مرحلة ما سنفقد صبرنا".

وقال ترامب عن الرهائن الإسرائيليين: "لدينا اتفاق ونحن نعلم ذلك ... إنهم (الرهائن) يتقاطرون (يخرجون بأعداد صغيرة)... لكنهم في حالة سيئة حقّاً".

وكان الرهائن الثلاثة وهم أوهاد بن عامي وإلياهو شرابي، اللذَين اختطفا من داخل تجمع بئيري السكني خلال هجوم عبر الحدود في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، وأور ليفي الذي احتُجز في اليوم ذاته بينما كان يحضر مهرجان نوفا الموسيقي قد اقتيدوا إلى منصة أقامتها حماس يوم السبت قبل تسليمهم للسلطات الإسرائيلية.

وبدا الرجال الثلاثة في حالة أسوأ من الرهائن الثمانية عشر الآخرين الذين أُطلق سراحهم سابقا بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه في 15 كانون الثاني / يناير بعد حرب استمرت 15 شهرا. كما بدا العديد من السجناء الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل نحيفين وهزيلين.