تصنيف ترامب "الإخوان" بالإرهاب هل يشمل "الجماعة الإسلامية" في لبنان؟

عندما يمهر الرئيس دونالد ترامب توقيعه بخط عريض على أمر تنفيذي لا يقتصر شعاع سريان مضمونه على أميركا فحسب بل يمكن أن تصل ارتداداته إلى أكثر من دولة ومنها لبنان.

هذا ما تحاول إدارة البيت الأبيض تطبيقه على "الإخوان المسلمين" وتصنيفها في خانة الإرهاب وطلب التحقيق في أحوال جمعياتها في أميركا فضلاً عن ثلاثة من "أغصان شجرتها" في لبنان ومصر والأردن.

وإن كانت القاهرة وعمّان ترحبان بإجراء من هذا النوع حيال أبرز التنظيمات الإسلامية السنية في الشرق في آخر مئة سنة والتضييق عليها إلى حدود التخلص منها، فإن الأنظار تتجه نحو "الجماعة الإسلامية" في لبنان وكيف ستتكيّف مع هذا القرار من خارج حدود لبنان.

ويتهم ترامب أكثر فروع التنظيم بتقديم الدعم المادي لـ"حماس" وممارسة الإرهاب وإعلان العداء لشركاء أميركا وفي مقدّمها إسرائيل، مع ملاحظة سكوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان يقدّم نفسه في موقع الأب السياسي والروحي لهذا التنظيم. وفي سياق متابعة "الجماعة" لتوجّه الإدارة الأميركية، فإن "إخوان" لبنان كانوا يتوقعون إقدامها على مثل هذا القرار نتيجة وقوفهم إلى جانب "حماس" ومشاركة جناحهم العسكري في "إسناد غزة". وتنتمي "الجماعة" إلى المدرسة الفكرية لـ"الإخوان" حيث لم يعد للتنظيم الدولي التأثير الكبير بعد الضربات التي تلقاها في مصر.

وثمة رموز "إخوانية" في لبنان تدير جمعيات ولا تنضوي في صفوف "الجماعة". وقبل الدخول في أيّ خلاصات بعد قرار ترامب وكيفية تطبيقه، فإن المعطيات تشير إلى أن طبيعة لبنان تختلف عن الأردن ومصر زائد أن "إخوان لبنان" في إمكانهم الاستمرار من دون التضييق عليهم رغم تأثر بيئتهم السنّية بمناخ الضغط على مؤسساتهم التربوية والاجتماعية والدينية في بيروت والمناطق، مع التذكير بأن " الجماعة" لديها علم وخبر ومسجّلة في وزارة الداخلية ويمثلها النائب عماد الحوت في البرلمان فضلاً عن تمثيلها في مجالس بلدية عدة في الشمال والبقاع والجنوب وإقليم الخروب في الشوف.

وفي لبنان، ثمة رموز "إخوانية" تنشط في إطار أكثر من جمعية وكان بعضها يتسلم مهمات سياسية وتنظيمية في "الجماعة" ثم غادروها وتفرغوا للعمل في إطار جمعيات أخرى أو في إطار مستقلّ على غرار نواب سابقين دخلوا البرلمان من مظلة "الجماعة" ثم غادروها. فهل ثمة ارتدادات على "الجماعة" إذا صنّفها ترامب تنظيماً إرهابياً بناءً على حصيلة التقارير التي ستصل إلى إدارته؟ وكيف ستتعاطى معها السلطات اللبنانية؟

يرد وزير عدل سابق على سؤال "النهار": إن ما تتخذه أميركا في هذا الشأن لا يلزم لبنان. وإذا فُرضت عقوبات على هذا الجماعة ففي إمكانها أن ترشّح أركانها والمسؤولين عنها للانتخابات النيابية وتصبح حالها شبيهةً بـ"حزب الله" المصنّف على لوائح الإرهاب في أميركا وبلدان أخرى".

ويبقى من المفارقات أن ترامب لا يطارد سلفه الديموقراطي جو بايدن فحسب حيث لم يكتفِ بذلك بل يعمل على ملاحقة سياسات باراك أوباما الذي عبّد الطريق أمام "الربيع العربي" في مصر وغيرها حيث تحصد المنطقة إلى اليوم آثار إعصار سياسي سرعان ما تم إخماده.