تطبيق القرارات الدولية مدخل للنهوض والأوضاع تستوجب انتخابات تحت النار

سجلت وتيرة الدعوات الخارجية لملء الشغور الرئاسي في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة. وذلك بمعزل عن التوافق المطلوب لايصال مرشحين معينين الى سدة الرئاسة.

وتدفع في هذا الاتجاه دول كبرى تتقدمها الولايات المتحدة الأميركية، باعتبار ان موقف حزب الله من الموضوع بات اليوم اكثر مرونة على ما عكست مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري أخيرا بحسب ما جاء في البيان الثلاثي الصادر من عين التينة بالذات. لكن المؤسف ان الحراك الداخلي على الخط الرئاسي لبعض الكتل النيابية أمثال اللقاء الديموقراطي وتكتل الاعتدال الوطني واللقاء النيابي التشاوري المستقل إضافة الى مواقف الأطراف التي تظهرت اثر مبادرة اللقاء الثلاثي اثبتت بما لا يرقى اليه الشك ان احتمالات الخرق الرئاسي هي اليوم اضعف مما كانت عليه قبل الحرب. وما يحكى عن استعدادات للشراكة في تصويب المسار السياسي الداخلي والانتقال الفوري الى انتخاب رئيس توافقي لا يشكل تحديا لاي طرف لا تعدو اكثر من غبار تضليلي يحجب حقيقة المواقف الرافضة للعملية.

النائب التغييري ملحم خلف يستغرب عبر "المركزية" القول ان لا انتخابات رئاسية تحت النار في حين الأوضاع الراهنة في البلاد تستوجب وجود رئيس جمهورية اكثر من أي يوم مضى تعاونه حكومة مصغرة بصلاحيات استثنائية لانقاذ لبنان مما تخطط له إسرائيل ،وذلك بالتوجه الى الأمم المتحدة والدول العربية الشقيقة والغربية الصديقة من اجل المساعدة في تطبيق القرارات الدولية كونها المدخل لاعادة قيام الدولة القادرة والعادلة الحاضنة للجميع خصوصا لابناء الطائفة الشيعية الكريمة للحؤول دون شعورهم بالإحباط الذي عرفته المارونية والسنية فيما بعد.

ويتابع: كان يفترض بالحكومة الراهنة مواكبة مؤتمر باريس بخطة تفصيلية لكيفية عودة النازحين من الجنوب والبقاع فور توقف القتال لاسيما ان إسرائيل لا تخفي اشتثمارها في هذا الملف لخلق فتن مذهبية وطائفية من شأنها ان تؤدي الى شرذمة لبنان والحؤول دون قيامه بإلاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تستوجبها مرحلة ما بعد الحرب ولبنان جديد عماده قضاء قادر وعادل منزه عن أي تدخل سياسي واداري في شؤونه.

وعن مسؤولية النواب في الدفع لقيامة لبنان يقول: للأسف المجلس النيابي مختزل من اربع او خمس كتل نيابية وما يعرف بالدولة العميقة او المنظومة الحاكمة .لا وجود لنواب مستقلين مقررين أصحاب رأي حر. ما يوحي ان الأغلبية مرتهنة للخارج. الجميع يتغنى بالقرارات الدولية لكن السؤال ماذا فعلنا لتطبيقها. التفينا عليها على الطريقة اللبنانية. الخوف من المضي في ذلك وترك الأمور في لبنان دون حلول جذرية لاي مشكلة او ملف وهو ما تضمره إسرائيل لتبقي عوامل تفجير لبنان  قائمة تذكيها وتغذيها لابقائه ضعيفا مشرذما لانها تخاف من لبنان القوي بوحدة أبنائه وتضامنهم.