المصدر: نداء الوطن
الكاتب: إيفانا الخوري
الأربعاء 1 تشرين الأول 2025 07:38:14
على خط النقل العام تسير الأمور رويدًا رويدًا إلى مزيد من التطوير، فبعد إطلاق باصات النقل المشترك بات بين أيدي الركاب تطبيق يخولهم الاطلاع على حركة الباصات دقيقة بدقيقة في المناطق كافة والخطوط كلّها.
يقول مدير عام مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك زياد شيا لـ "نداء الوطن"، إنّ الشراكة بين القطاعين الخاص والعام أطلقت في العام 2024 وبعد فوز مؤسسة الأحدب بالمزايدة وفقًا لدفتر الشروط الواضح، بدأت باصات النقل المشترك تعمل على 11 مسارًا، فكانت هذه هي الخطوة الأولى. ويشير إلى أنّ الخطوة الثانية أتت نتيجة تعاون مع مؤسسات الأحدب، فأبصر التطبيق الإلكتروني النور وصار بإمكان الركاب تتبع الباصات، معرفة مواعيد وصولها والمسارات التي تسلكها كإجراء حتمي وضروري لتطوير قطاع النقل العام.
وفي الأرقام، يقول شيا إنّ النقل العام يشهد ازدهارًا وقد بدأ المواطنون يعتمدون عليه في تنقلهم اليومي، حيث ارتفع عدد المستخدمين من ألف راكب إلى 6 آلاف يوميًا. جميعهم يستخدمون الباصات الموجودة على خطوط النقل. ويؤكد أنّ الهدف الرئيسي هو الارتقاء بمستوى النقل العام في لبنان حتى يمكن للركاب الشعور بأنهم يستخدمون خدمة تليق بهم وهو ما يسعى الجميع لبنائه شيئًا فشيئًا. ولهذا، يضيف شيا، إنّ باصات النقل العام مزودة بكاميرات مراقبة للتأكد من حسن قيادة السائق للباص ولضمان الأمن مع وجود إمكانية لمراجعة الركاب إن نسوا أغراضهم خلال رحلاتهم في الباص، كما يؤكد أنّ الباصات كلّها مجهزة بنظام GPS يتتبع حركتها لحظة بلحظة من قبل غرفة المراقبة.
ورغم التطور الحاصل، إلّا أنّ إزالة نوافذ بعض الباصات خلال فصل الصيف أحدثت تذمرًا وأثارت استغراب الركاب، غير أنّ شيا يشرح أنّ الباصات الصغيرة مجهزة بمكيفات مناسبة أمّا تلك الكبيرة فرغم تركيب مكيفات لها إلّا أنها لم تنجح بخلق جو بارد داخل الباص فكان هذا الاقتراح هو الحل الموقت البديل. ويكشف أنّ باصات جديدة في طريقها إلى لبنان من قطر والصين وقد طُلبت وفقًا لمواصفات تناسب المناخ اللبناني سيما صيفًا لعدم الوقوع في أزمة، مشيرًا إلى أنّ باصات جديدة ستدخل على خطوط جديدة أكثر عمقًا في لبنان لتأمين ربط كلّ المناطق اللبنانية ببعضها البعض.
وإن كان العمل على صعيد النقل البري والباصات قد بدأ يترجم من أفكار إلى خطوات عملية، فإنّ شيا يتحدث عن أفكار تُدرس لتأسيس شبكة نقل متكاملة بحرًا وبرًا لا فقط عبر الباصات. ويقول لـ "نداء الوطن" إنّ لجانًا معنية تدرس إمكانية تأمين خطوط "ترامواي" على مداخل العاصمة بيروت الثلاثة. كما تسعى لجان أخرى بالتنسيق مع لجنة يرأسها الجيش اللبناني إلى تأمين قوارب نقل بحري تُسرّع التنقل وتضمن الاستفادة من الحاجة إلى النقل السريع سيما مع الزحمة الخانقة في بيروت. لكنها كلّها ما زالت أفكارًا تُدرس وأحلامًا لنا، يقول شيّا، آملًا أن تتضح الصورة أكثر في الفترة المقبلة.
والأهم يكمن في ما قاله عن سكك القطارات، حيث يبدي شيا استغرابه من حملات التنمر الحاصلة متسائلًا: كيف يمكن لـ 4 موظفين رد التعديات عن ما يُشكل 1.4 % من مجمل مساحة لبنان؟ ويشدد في هذا الإطار على أنّ في لبنان 48 محطة قطار وقد بدأنا مسار الترميم لهذه المحطات للقول إنه متى اتُخذ قرار إعادة تشغيل القطارات فإنّ المحطات جاهزة وأنّ في البلد ثروة على صعيد سكك الحديد.
إلى ذلك، وللركاب المهتمين بات بإمكانكم تحميل تطبيق ACTC PT، لمتابعة حركة الباصات.