المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الثلاثاء 11 شباط 2025 14:42:34
شكّل قرار وزارة الخارجية الأميركية تعليق المساعدات الخارجية، بناءً على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صدمة لآلاف طلاب الجامعات الخاصة الذين يستفيدون من برنامج "USAID" في لبنان ويعتمدون كلياً على هذه المساعدات لتغطية أقساطهم الجامعية ونفقات سكنهم ومعيشتهم، ما يجعل مصيرهم الدراسي معلّقًا بانتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد انتهاء فترة التجميد، خاصة طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية، والجامعة الأميركية في بيروت، وغيرها. وقد تلقى مؤخراً الطلاب المستفيدون من برنامج"USAID" ، في الجامعة اللبنانية الأميركية تحديداً، بريدًا إلكترونيًا يفيد بأن المنحة ستتوقف بعد ثلاثة أشهر. فما مصير الطلاب؟
عضو لجنة التربية النيابية النائب ادكار طرابلسي يقول لـ"المركزية": "سمعت الخبر عبر وسائل الاعلام ، لكنني لم أسمع عن توقف المنح في لبنان من مصدر رسمي بعد"، مشيراً إلى ان "هذا القرار سيتضرر منه تلامذة المدارس الرسمية، بما ان البرنامج كان يستهدفهم بشكل أساسي وكانوا يحصلون على منحة من الـ"usaid" للالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت او الجامعة اللبنانية الاميركية وأحياناً جامعات أصغر لكن مرموقة".
ويرى طرابلسي ان "الضرر سيكون كبيراً في حال طال وقف المنح مَن سبق وبدأوا دراستهم الجامعية. فالطالب الذي درس سنة أو سنتين جامعيتين، ماذا سيفعل في السنوات المتبقية إذا توقفت المنحة بشكل فجائي؟ لا جواب. لكنني سمعت ان الجامعة الاميركية في بيروت تبحث عن بدائل، أما الجامعات الأخرى فلا أعلم. يجب على الجامعات نفسها ان تجد حلّاً إذا كان الامر لا يطال ملاءمة الشهادة التي على أساسها نال الطالب المنحة".
ويؤكد طرابلسي ان "الجامعات الكبرى التي تقدم منحاً، لديها موارد تسمى "موارد وقفية" (endowment)، لا علاقة لها بالـusaid التي تقدم منحاً منذ 10 سنوات لأولاد المدارس الرسمية، والذي يُعتبر أمراً عظيماً لطلاب لم يكونوا ليحلموا بارتياد جامعات كالـaub او lau من دون هذه المنحة. إلا ان الجامعات الكبرى لديها مساعدات تعليمية من مصادر أخرى وداعمين، تقدمّها لبعض الطلاب وفق معدل العلامات العالية او الحاجة او الامرَين معاً او إعطاء مساعدات مقابل بعض الاعمال التي يقوم بها الطالب داخل الجامعة، وهذه لا خوف عليها، خاصة وان الوضع الاكاديمي يُلزم الجامعة على تخصيص أموال للمنح وللبحث. فطلاب الماجيستير مثلا في الـaub يدرسون دون ان يدفعوا مقابل قيامهم بأبحاث".
ويشير طرابلسي الى ان "ليس كل الجامعات في لبنان تستفيد من الـusaid بل فقط ثلاثة او اربع جامعات، والتي سبق لها أن خفضت المساعدات منذ فترة. لكن ضرر القرار سيكون كبيراً على بضعة مئات من الطلاب من المدرسة الرسمية الذي لا يستطيع أهلهم تسجيلهم في جامعات كالـaub والـlau. كان يُجرى امتحان لمستوى الطالب زائد درس لملف "الحاجة العائلية -الاجتماعية" وكان هذا الأمر مهم بالنسبة لهؤلاء، ووقفه سيعود بضرر حقيقي وكبير عليهم لأنهم كانوا يستحقون المنحة".
ويستطرد: "لكن طبعاً الطلاب المتفوقين الذين لا يمكنهم تأمين مقعد لهم في الـaub يستطيعون تأمين مقعد لهم في الجامعة اللبنانية الفاخرة. طالب الهندسة او الطب او الصيدلة الذي يدرس في الجامعة الاميركية في بيروت يمكنه الدخول الى الجامعة اللبنانية. إذا افترضنا ان المنحة الاميركية توقفت بشكل فجائي، ولم تؤمن له الجامعة مساعدات، يجب ان يكون هناك ترتيب لنقلهم الى الجامعة اللبنانية كي يواصل دراسته من حيث توقف".