تغييب الإمام الصّدر كان مقدّمة لمنعه من حُكم إيران... إفتحوا الملفّ!؟

الرسوم الكاريكاتورية التي أشعلت جبهة بين فرنسا والتطرّف ليست عنصراً جديداً في حدّ ذاتها، وهو ما يؤكّد أن التصارُع العقائدي المتجدّد حالياً يعود في أساسه الى رغبة بعض دول المنطقة بصدّ الإنتعاشة الفرنسية في الشرق الأوسط، وعلى سواحل المتوسط.

الشيشان

اشتعل العالم الإسلامي ضدّ الروس في بداية الألفية الجديدة، بسبب وصول التقويض الروسي للإرهاب الشيشاني الى خواتيمه تقريباً، في ذلك الوقت. فحصلت اعتداءات على كنائس في أماكن عدّة حول العالم، ونُفِضَ الغبار عن مُصطلح قطع الرؤوس في القاموس الدولي من جديد.

ولكن هذا كلّه كان للتعبير عن توجُّس إسلامي من استرجاع روسيا حضورها على الساحة الدولية في ذلك الوقت، بعد سنوات من التراجع النّسبي بعد تفكُّك الإتحاد السوفياتي. وهو ما كان يعني أن العالم الإسلامي بات أمام توازنات جديدة، على حدود كبيرة ومهمّة جدّاً تحيط به، هي حدود روسيا.

الإرهاب

أما إشعال الولايات المتحدة الأميركية حربها على الإرهاب انطلاقاً من أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول عام 2001، فهو أعاد فتح الملفات الإرهابية من جديد، ليس لأسباب دينية في الجوهر، بل بسبب الإنعطافة الأميركية تجاه الأنظمة التي لطالما كانت واشنطن تنسّق معها في الماضي، بالمباشر وغير المباشر.

فهذه الإنعطافة نفسها أدّت الى تفكيك عدد من تلك الأنظمة في وقت لاحق، بدءاً من العراق، وصولاً الى ليبيا، نظراً الى دعمها عمليات انتحارية والكثير من الحروب والسلوكيات الإرهابية في الشرق الأوسط، على مدى سنوات. وانعطافة واشنطن عام 2001 نفسها أدّت الى تغيير كبير في سلوك أنظمة بعض دول الخليج خلال السنوات الأخيرة، ولكن بسلاسة وبلا حروب، خصوصاً على مستوى الحريات وحقوق النّساء.

ألمانيا

كشف مصدر مُطَّلِع أن "العمل جارٍ في فرنسا حالياً لتقوية أجهزة الإستخبارات، وذلك من ضمن تقوية وسائل محاربة الإرهاب. وباتت التجمّعات كلّها، حتى لأولئك الذين يحملون الجنسية الفرنسية، من جزائريين وغيرهم، في دائرة المراقبة المشدّدة من قِبَل عناصر الشرطة الفرنسية. بالإضافة الى وضع لوائح حول أنشطة الكثير من الأشخاص".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "من الممكن أن ينسحب ما يحصل في فرنسا حالياً، على ألمانيا، في ما يتعلّق بتقويض أنشطة التنظيمات المتطرّفة".

وردّاً على سؤال حول أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليس يمينياً متطرّفاً، ورغم ذلك اختار المضيّ في تلك المعركة، أجاب:"محاربة الإرهاب هو نهج ثابت لدى كلّ الأطراف في أوروبا. ولكن طريقة خوضها تختلف بين هذا الفريق أو ذاك، وهذا هو الفارق الوحيد".

من أفغانستان

وأوضح المصدر أن "الحرب الأميركية على الإرهاب بعد أحداث 11 أيلول 2001 انطلقت من أفغانستان، نظراً الى أن الأفغان كانوا انخرطوا في محاربة السوفيات وفي التنسيق مع الأميركيين، ومن ثم انقلبوا على واشنطن منذ ما قبل عام 2001".

وشدّد على أن "الحروب على الإرهاب في الشرق الأوسط، تُعيدنا الى ملف اختفاء الإمام موسى الصّدر، في عام 1978".

وأكد أن "إخفاء الإمام الصّدر سهّل عودة الإمام الخميني من منفاه في فرنسا الى إيران في عام 1979، وهو ما تسبّب باندلاع الثورة الخمينية فيها (إيران)، وبتأجيج النّزاع السوفياتي - الأفغاني في مراحل عدّة، وباندلاع حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية - الإيرانية). وبالتالي، فإن إخفاء الإمام الصّدر، وعودة الخميني الى إيران، أحداث ساهمت في أخذ الشرق الأوسط نحو مستجدات، أدّت الى تدمير أنظمة كثيرة في المنطقة، في وقت لاحق".

فجأة

ولفت المصدر الى أن "نظاماً إيرانياً مختلفاً كان يُمكنه أن يحلّ مكان حُكم الشاه في إيران في ذلك الوقت، ولكن برئاسة الإمام الصّدر. ولذلك، نجد أن تغييبه كان لتسهيل وصول الخميني الى طهران، وفق مشروع مختلف".

وختم:"روسيا تصمت دائماً عن ممارسات تركيا على مستوى الإرهاب، وذلك خوفاً من إعادة تحريك أنقرة ملف الإرهاب الشيشاني. ولكن طريقة عمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبقى غامضة. فهو قد يوحي اليوم بأنه لن يتحرّك لدعم أرمينيا في ناغورني كاراباخ، لنجده غداً يحرّك جيشه نحو الإقليم فجأة".

الرسوم الكاريكاتورية التي أشعلت جبهة بين فرنسا والتطرّف ليست عنصراً جديداً في حدّ ذاتها، وهو ما يؤكّد أن التصارُع العقائدي المتجدّد حالياً يعود في أساسه الى رغبة بعض دول المنطقة بصدّ الإنتعاشة الفرنسية في الشرق الأوسط، وعلى سواحل المتوسط.

 

الشيشان

اشتعل العالم الإسلامي ضدّ الروس في بداية الألفية الجديدة، بسبب وصول التقويض الروسي للإرهاب الشيشاني الى خواتيمه تقريباً، في ذلك الوقت. فحصلت اعتداءات على كنائس في أماكن عدّة حول العالم، ونُفِضَ الغبار عن مُصطلح قطع الرؤوس في القاموس الدولي من جديد.

ولكن هذا كلّه كان للتعبير عن توجُّس إسلامي من استرجاع روسيا حضورها على الساحة الدولية في ذلك الوقت، بعد سنوات من التراجع النّسبي بعد تفكُّك الإتحاد السوفياتي. وهو ما كان يعني أن العالم الإسلامي بات أمام توازنات جديدة، على حدود كبيرة ومهمّة جدّاً تحيط به، هي حدود روسيا.

 

الإرهاب

أما إشعال الولايات المتحدة الأميركية حربها على الإرهاب انطلاقاً من أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول عام 2001، فهو أعاد فتح الملفات الإرهابية من جديد، ليس لأسباب دينية في الجوهر، بل بسبب الإنعطافة الأميركية تجاه الأنظمة التي لطالما كانت واشنطن تنسّق معها في الماضي، بالمباشر وغير المباشر.

فهذه الإنعطافة نفسها أدّت الى تفكيك عدد من تلك الأنظمة في وقت لاحق، بدءاً من العراق، وصولاً الى ليبيا، نظراً الى دعمها عمليات انتحارية والكثير من الحروب والسلوكيات الإرهابية في الشرق الأوسط، على مدى سنوات. وانعطافة واشنطن عام 2001 نفسها أدّت الى تغيير كبير في سلوك أنظمة بعض دول الخليج خلال السنوات الأخيرة، ولكن بسلاسة وبلا حروب، خصوصاً على مستوى الحريات وحقوق النّساء.