المصدر: العربية
الخميس 18 نيسان 2024 23:32:16
كشفت سلسلة من التحقيقات الصحفية الفرنسية مصادر تمويل حزب الله اللبناني عبر تجارة المخدرات وتمدده من أميركا اللاتينية إلى فرنسا لتبييض الأموال وتعزيز إمداداته من نيترات الأمونيوم كمادة يستخدمها في صناعة المتفجرات.
ونشرت مجلة لوبوان "Le point" الفرنسية تقريرا مطولا تحت عنوان "مليارات حزب الله"، يتحدث عن تمدد الحزب في أوروبا وأميركا الشمالية ومصادر تمويله وأسلحته وسيطرته غلى الدولة اللبنانية.
3 دول تشكل مثلثا لنشاط الحزب
كما ذكر التقرير أن العملة المشفرة التي يعتمدها نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعد مصدرا آخر للحزب. ووفق التقرير فإن الباراغواي والأرجنتين والبرازيل مثلث ينشط به الحزب منذ اكثر من 30 عاما.
وكشف التقرير عن أنظمة معقدة تراوح بين نشر التطرّف وأعمال الإرهاب والفساد المالي، بما في ذلك تهريب المخدرات وغسل الأموال، خاصة في كولومبيا التي توفر حوالي 70% من الكوكايين في العالم، لدرجة أن أموال تجارة المخدرات أصبحت اليوم المصدر الرئيس الثاني لتمويل حزب الله، بعد الدعم المالي الكبير الذي تقدمه له طهران، وفقا للصحيفة.
المخدرات مصدر رئيسي لتويل حزب الله
وتعتمد الشبكات الغامضة للحزب اللبناني، وفق الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي لوك دي باروشيز، على جاليات كبيرة من الشتات من أصول عربية، يراوح تعدادها بين 12 و18 مليونا في جميع أنحاء قارة أميركا اللاتينية.
وتمكن حزب الله من الاعتماد على قائمة اتصالات طويلة من الشخصيات المؤثرة في تلك الدول، من التي ترجع أصولها إلى عدد من دول منطقة بلاد الشام.
وبحسب التقرير فإن المخدرات التي يتاجر بها داعمو حزب الله، قد تكون مخبأة في صناديق الأناناس أو شحنات الموز لشحنها إلى أوروبا أو إلى أميركا الشمالية.
مخدرات عصية على كشفها
كما ويمكن تحويل المخدرات إلى فحم، إذ طوّر الكيميائيون المحليون هناك تقنية لتشويه المسحوق الأبيض وتغيير مظهره ورائحته، لجعله غير قابل للاكتشاف عبر الكلاب البوليسية المدربة.
وما بين 2016 و2021 سجل عبور 43 شحنوة فحم إلى لبنان ودول عربية أخرى وكشفت أسماء عناصر الحزب المتورطين في الاتجار بالمخدرات.
وتحدثت سلسلة التحقيقات الفرنسية التي نشرت تباعا، عن صلة نشاط حزب الله اللبناني في أميركا اللاتينية، باغتيال المدعي العام في الباراغوي مارسيلو بيتشي، أحد رموز مكافحة الجريمة المنظمة، في 2022.
وحسب الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فإن الدعم لحزب الله قائم بقوة في دول أمريكا اللاتينية باعتبارها مُعادية تاريخيا للولايات المتحدة، خاصة من قبل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.