تهديد إيران بالرد على إسرائيل تدخّل في الشؤون اللبنانية... سعيد: طهران عاجزة عن الردّ

تحذو إيران ما كان يقوم به النظام السوري المخلوع عندما كانت إسرائيل تهاجمه، فينبري يومها وزير الخارجية السوري ويقول "نحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين"، وطهران بعد اغتيال أحد قادة "حزب الله" البارزين في الضاحية الجنوبية الأحد المنصرم ومعه مجموعة من القياديين، أي هيثم طبطبائي، أكدت أنها سترد وتحتفظ بالتوقيت والمكان المناسبين ورفعت من منسوب تهديداتها لإسرائيل، ما ترك تساؤلات لماذا تتدخل إيران في الشأن اللبناني؟ فهذا يعود للدولة التي قد تقدّم شكوى إلى مجلس الأمن وهي المعنيّة بالأمر وليس دولة أخرى، وسبق لطهران أن أكدت مراراً عندما كان يقوم كبار مسؤوليها بزيارة لبنان، أنها لا تتدخل في شؤونه الداخلية، لكن يظهر جلياً أنها الراعي الرسمي والأساسي لـ"حزب الله" ومن يدعمه تسليحاً ومالاً، وبالتالي ثمة تحالف عقائدي أيديولوجي بين إيران وحزب الله.

ماذا عن المواقف اللبنانية حيال ما أشار إليه أكثر من مسؤولي إيراني، بأن طهران تتوعد إسرائيل وستردّ عليها بعد الاعتداء الذي طاول كبار قادة حزب الله في الضاحية الجنوبية؟

في السياق اعتبر النائب السابق فارس سعيد لــ"النهار"، أن لدى إيران خطاباً مزدوجاً، أي تقول الشيء ونقيضه، وتتوعّد بأنها ستردّ على عدوان إسرائيل على الضاحية الجنوبية، وفي الوقت ذاته وزير خارجيتها في فرنسا يلتقي بالأميركيين والفرنسيين في بحث دائم لإيجاد تسوية للخروج من الأزمة التي تتخبّط بها إيران.

ويضيف سعيد قائلاً: علينا أن لا نصدّق كل ما يقال، وما هو واضح أن طهران عاجزة عن أن ترد وإلا كانت ردت في حزيران المنصرم عندما تم الاعتداء الإسرائيلي-الأميركي عليها، وهي غير قادرة على أن تشعل الجبهات إن في فلسطين أو سوريا ولبنان كما كانت الحال في السابق، لذا كل ما تقوله هو مقاومة لفظية صوتية دون أي مردود حقيقي.

على خط "حزب الله" أو الثنائي يبدو جلياً أن ثمة تعميماً بعدم الدخول في أيّ مواقف إعلامية حيال ما يجري وتحديداً بعد قصف الضاحية الجنوبية، ما تبدّى بوضوح تام من خلال عدم الرد على الاتصالات أو الاعتذار من بعض نواب كتلة الوفاء للمقاومة، والبعض من نواب كتلة التنمية والتحرير اعتذروا، إما لوجود البعض خارج البلاد أو بداعي المرض، ومنهم من لا يحبّذ أن يتكلم في هذه المسألة، لكن أحد نواب كتلة الوفاء للمقاومة الذي وبعد إلحاح لم يشأ أن يطلق أيّ موقف، لكنه لدى السؤال أليس ما قالته إيران تدخلاً في الشؤون اللبنانية؟ فردّ قائلاً: أليست الولايات المتحدة وفرنسا وسواهما تتدخل في الشأن اللبناني، فكفانا تخويناً، وإيران دولة حليفة وقدمت للمقاومة ولبنان الكثير، دون أن يخوض في أيّ تفاصيل لمقتضيات المرحلة وظروفها.