توجّه جدّي لتأخير تسريح قائد الجيش في الحكومة..."المهم أن نأكل العنب"

ينطلق المجلس النيابي اليوم، في رحلة تشريعية أقلّ ما يُقال فيها إنّها شاقة، بجدول أعمال فضفاض من 120 بنداً، يؤشر الى إنّها ستمتد ربما الى نهاية الاسبوع الجاري او الى بداية الاسبوع المقبل.

في انتظار ما سيقرّره مجلس الوزراء في شأن التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، ليُبنى على الشيء مقتضاه في مجلس النواب، على اعتبار انّ هذا التمديد مطروح عبر مجموعة اقتراحات قوانين، تؤشر الأجواء الحكومية إلى توجّه جدّي لتأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون لمدة ستة أشهر، في الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء غداً الجمعة بعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من جنيف، حيث شارك في اعمال «المنتدى العالمي للاجئين»، وألقى كلمة لبنان، حيث وجّه نداءً الى العالم «بأن نتشارك وايّاكم تحدّي معالجة النزوح السوري، وأن تضعوا هذا الامر في سلّم الأولويات، لاننا بتنا على شفير الانهيار الكلي»، معلناً «لن نبقى مكتوفي الايدي ونتلقّى الأزمات المتتالية وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا وسنحصّن أنفسنا لأنّنا أصحاب الحق اولًا واخيراً في العيش بوطننا بعزة وكرامة».

وأبلغت مصادر وزارية الى «الجمهورية» قولها، انّها تستغرب ما وصفتها «الضجة المفتعلة حيال امر لم يحصل بعد، فضلاً عن أنّه اذا ما طُرح في مجلس الوزراء فإنّه يحقق الغاية التي يرجوها كل الاطراف الحريصين على عدم حصول فراغ في المؤسسة العسكرية».

ورداً على سؤال عمّا اذا كان ملف التمديد سيُطرح فعلاً في جلسة مجلس الوزراء الجمعة من خارج جدول الاعمال، قالت المصادر: «لن استبق الجلسة وما سيُطرح فيها، فالحكومة تقوم بما تملي عليها مصلحة لبنان واللبنانيين، وكل الاطراف، وخصوصاً المتحاملين على الحكومة، يدركون قبل غيرهم مدى حرص رئيس الحكومة على المؤسسة العسكرية واستمراريتها وعدم تعريضها لأي خلل. الاّ انّ المستهجن هو الحديث المتسرّع لدى البعض عن مؤامرة، لا وجود لها اساساً في قاموس رئيس الحكومة، بل هي موجودة دائماً وابداً عند من اعتدنا عليهم في المعارك التي يفتعلونها حتى مع طواحين الهواء».

المهم أن نأكل العنب

وفي الموضوع ذاته، اكّدت مصادر في كتلة «التنمية والتحرير» «اننا من حيث المبدأ مع التمديد لقائد الجيش، وإن حُسم هذا الامر في الحكومة، تكون الحكومة قد قامت بواجباتها على اعتبار انّ هذا الامر اصلاً هو من صلاحياتها، وإن لم يحصل ذلك، فقرارنا هو أن ننزل الى المجلس النيابي وسنصوّت مع التمديد».

ورداً على سؤال حول ما يتردّد عن حسم التمديد لقائد الجيش في مجلس الوزراء، اكتفى مرجع مسؤول بقوله لـ«الجمهورية: «المهم هو أن ناكل العنب لا أن نقتل الناطور». معتبراً انّ حديث البعض عن مؤامرة ليس في محله على الإطلاق.

التيار: لعدم تجاوز الوزير

الى ذلك، اكّدت مصادر «تكتل لبنان القوي» لـ«الجمهورية»: «انّ موقفنا مبدئي برفض التمديد لقائد الجيش، ورئيس التيار تحدث عن جملة حلول لهذه المسألة». وقالت: «المطلوب الالتزام بحرفية قانون الدفاع الوطني، وعدم تجاوز صلاحيات الوزير اي إجراء حول هذا الامر، سواءً في الحكومة او في مجلس النواب، حيث سيكون عرضةً للطعن الفوري من قبلنا سواءً امام مجلس شورى الدولة إن جاء من الحكومة او امام المجلس الدستوري إن اقرّه مجلس النواب. وسيتمّ إبطال القرار حتماً».

يريدون إضعاف ترشيحه

وفي المقابل، ابلغت مصادر المعارضة الى «الجمهورية» قولها، انّ العائق الأساس، في وجه التمديد لقائد الجيش ليس «التيار الوطني الحر» فقط، بل هو «حزب الله» المستفيد الوحيد من إضعاف الجيش ومن اي خلل يصيب المؤسسة العسكرية. واشارت الى «اننا سنواجه هذا الامر بكل السبل، حيث لم يعد خافياً انّ هدفهم الأساس هو إخراج العماد جوزف عون من موقعه كمرشح قوي لرئاسة الجمهورية لمصلحة مرشّح الممانعة».