توقيف المجموعة الأم لإطلاق الصواريخ؟ ياسين: الظروف تبدّلت والجيش يمسك زمام الأمور

يعيش لبنان منذ حقبة أواخر الستينيات "لعنة الجغرافيا" أكان بقربه من إسرائيل أم سوريا يوم كان حافظ وبشار الأسد يحكمانها، بحيث عاش محطات صعبة وقاسية ما زالت مستمرة حتى اليوم.

أما في ما يتعلق بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، يوم كانت الكاتيوشا والغراد إلى سام-7 وسواها، فهذه الصواريخ ما زالت تثقل كاهل البلد بفعل ما يتلقفه من ردّ إسرائيلي، فكيف في مثل هذه الظروف حيث الجنوب مدمّر والضاحية والبقاع. وبعدما أوقف الجيش اللبناني خليتين لإطلاق الصواريخ إحداهما سُمّيت المجموعة الأم، السؤال المطروح: هل بات الأمر في عهدة الجيش اللبناني الذي يمسك بزمام الأمور، وسبق له أن ألقى القبض على مجموعات متهمة بإطلاقها، فضلاً عن الدور الذي يضطلع به في الجنوب وتحديداً بعد مصادرته منصات صواريخ ومخازن سلاح لـ"حزب الله"، وبمعنى أوضح المؤسسة العسكرية قادرة على القيام بدورها على أكمل وجه، وتواكب وتراقب أيّ عمل خارج نطاق الـ1701 ولا سيما إطلاق الصواريخ.

في السياق، يقول العميد المتقاعد بسام ياسين الذي له باع طويل في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، لا بل على دراية تامة بكل ما يحيط بالوضع في الجنوب لـــ"النهار"، إن مجموعة إطلاق الصواريخ، التي لا تُعرف ماهيتها، تؤكد أن لا لبنان ولا الدولة ولا "حزب الله" لهم مصلحة في ما يجري من إطلاق الصواريخ على إسرائيل بل إن الجيش اللبناني أوقف مجموعة متهمة بإطلاقها والتحقيقات كشفت هويتها، وبالتالي الجيش يقوم بحفظ الأمن في جنوب الليطاني ويمسك بزمام الأمور؟ إضافة إلى ذلك لا يرى ياسين أن هناك مصلحة لـ"حزب الله" في هذه المسألة، فهو متضرر وغير قادر على القيام بهذه المهمة في مثل الظروف الراهنة وبعد الحرب المدمرة، ويذكر أيضاً أن إعادة الإعمار لم تنطلق حتى الآن وثمة ضغوط من المجتمع الدولي، لذا لبنان ليس في تلك المجموعة القادرة على إطلاق صواريخ على إسرائيل، ففي غزة هناك مواجهة مباشرة بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي، فيما اليمن يطلق صواريخ على إسرائيل، أما في لبنان فالوضع مغاير تماماً، والمجموعة التي ألقي القبض عليها تنتمي لحركة حماس.

ويخلص العميد ياسين قائلاً: الأمور تبدلت وتغيرت، والجيش اللبناني يراقب ويواكب بدقة متناهية أيّ خلل إذا حصلت عملية إطلاق صواريخ، ويقوم بعملية مسح شاملة ويصادر المنصّات ويكشف هوية المجموعات التي كانت خلفها كما حصل أخيراً، لذا أرى أننا خارج ما يُسمّى "المجموعة الأم" التي تطلق صواريخ على إسرائيل، لأن الوضع اللبناني يختلف تماماً عن غزة واليمن وسواهما.