المصدر: Ermnews
الثلاثاء 2 أيلول 2025 23:55:21
كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن بدء نقل واشنطن لقاذفات ضخمة ومعدات عسكرية ومنظومات الدفاع الجوي "ثاد" إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن ارتفاع وتيرة حركة طائرات النقل الأمريكية يأتي تزامنا مع عودة الحديث عن استعدادات واشنطن وتل أبيب لخوض جولة جديدة من الصراع ضد طهران في وقت قريب.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن المعدات العسكرية التي تقوم الطائرات العسكرية الأمريكية بنقلها إلى إسرائيل تشمل صواريخ اعتراضية ورادارات وغيرها من المعدات الأخرى، بالإضافة إلى طواقم عسكرية أمريكية متخصصة بتشغيل أنظمة الدفاع الجوي.
قاذفات أمريكية ضخمة
وأظهرت مواقع متخصصة في رصد حركة الملاحة الجوية أن 3 طائرات نقل عسكرية ضخمة أمريكية من طراز 17-C في طريقها إلى إسرائيل، في خطوة تعكس استمرار إمداد واشنطن لتل أبيب بالأسلحة والمعدات العسكرية.
وقالت المصادر، إن زيادة حركة نقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل ربما يشير إلى تحضير لعملية عسكرية استباقية، ضد إيران وبعض أذرعها في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت وتيرة التوتر شهدت ارتفاعا بين الترويكا الأوروبية وإيران عقب فشل المحادثات الأخيرة بين الجانبين بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي دفع بعض دول الترويكا –ألمانيا، بريطانيا وفرنسا- للتهديد بتفعيل آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات على طهران، وذلك في حال عدم التوصل إلى قرار يمدد تعليق العقوبات خلال ثلاثين يوما.
وآلية الزناد أو Snapback Mechanism هي عبارة عن إجراء يسمح بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن، إذا اعتُبرت طهران في حالة "عدم امتثال جوهري" للاتفاق النووي، واستخدمته واشنطن بشكل منفرد عام 2020 دون إجماع دولي.
وتبلغت واشنطن من دول الترويكا الأوروبية بعدم التزام إيران بشأن برنامجها النووي وهو ما يعد عاملا مشجعا للولايات المتحدة لشن هجمات جديدة على المواقع النووية الإيرانية بالتنسيق مع إسرائيل.
وتسعى واشنطن وتل أبيب لشن هجوم جديد على إيران، خاصة بعدما أظهرت تقارير استخبارية أمريكية عدم فاعلية الضربات الأخيرة التي وجهت للمواقع النووية الإيرانية في حرب الـ12 يوما التي جرت في يونيو الماضي.
وتعكس عملية نقل المزيد من منصات منظومة "ثاد" الأمريكية استجابة لطلب إسرائيلي لتعزيز دفاعاتها ضد تهديدات من إيران وميليشيا "حزب الله"، خاصة بعد هجمات شنتها إيران على إسرائيل في وقت سابق، حيث أثبتت المنظومة فعالية في اعتراض صواريخ بالستية.
وتيرة متسارعة لصراع جديد
ويؤكد المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة، أن طريق العودة إلى المواجهة بين أمريكا-إسرائيل من جهة وطهران يبدو أنه يُعبّد بوتيرة متسارعة، من عودة العقوبات الأوروبية على إيران، إلى بدء تجريم سياساتها دوليا، وصولاً إلى حالة العزلة الدولية المتنامية.
وقال السبايلة، إن تل أبيب تعمل بشكل واضح على الاستعداد لهذه المواجهة، من خلال إنهاء التهديدات المتبقية من الجبهات: من غزة إلى الضفة الغربية، ومن لبنان إلى سوريا، وصولاً إلى التحول النوعي في استهداف الحوثيين في اليمن، ومتابعة دقيقة للمشهد العراقي الذي يشهد اليوم إشارات واضحة لاحتمال شمله بموجة الاستهدافات قبل فتح المواجهة مع إيران، بالتنسيق مع أمريكا.
وأوضح، أن إسرائيل ركزت على مدى العامين الماضيين، على تحجيم خطر الميليشيات والتنظيمات الموالية لإيران، وتحويلها من تنظيمات قادرة على خوض حروب إقليمية أو تهديدات كبيرة لإسرائيل، إلى جماعات محلية مسلّحة تشكل عبئاً داخلياً على بلدانها؛ من حزب الله في لبنان، إلى الحوثي في اليمن، وصولاً إلى الحشد الشعبي في العراق.
وأشار إلى أن هذا المسار يعني عملياً تجريد إيران من أي قدرة حقيقية على استهداف إسرائيل بشكل مباشر أو نقل أزماتها الأمنية خارج حدودها.
ومن هنا، فإن احتمال عودة إسرائيل إلى المواجهة المؤجلة مع طهران باتت أكثر ارتفاعا في الوقت الراهن، وفق قول السبايلة.
مواصلة الدعم من واشنطن
من جانبه، يرى المحلل السياسي لطيف أبو السبع، أن ارتفاع وتيرة نقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل يؤكد تواصل دعم واشنطن إلى تل أبيب في المواجهة الجديدة المتوقعة مع إيران التي تستعد من جانبها من خلال إعادة ترميم دفاعاتها الجوية التي تعرضت لضربات مدمرة من الطائرات الإسرائيلية في الحرب الأخيرة بين الجانبين.
وأضاف أبو السبع، أن عمليات نقل المعدات العسكرية الأمريكية ومنظومات الدفاع الجوي يشكل خطوة استفزازية أمريكية-إسرائيلية بالنسبة إلى إيران، كما أنها تعكس فشل الضربات السابقة في تحقيق أهدافها في تدمير القدرات العسكرية الإيرانية.
يشار إلى أن منظومة "ثاد"، التي طورتها شركة "لوكهيد مارتن"، مصممة لاعتراض الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى في مراحلها النهائية، وتُعد جزءًا من نظام الدفاع متعدد الطبقات للولايات المتحدة وحلفائها.