ثلاثي عين التينة لكف يد ايران: هل يخنق الحزب هذه النزعة السيادية؟

على مسامع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، انتقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال افتتاحه اعمال مؤتمر دعم لبنان في باريس، ايران وايضا حزب الله. وقال: إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل ويجب تحديد الأسس التي تسمح بسلام دائم على طول الخط الأزرق، مضيفا: هناك ضرورة لأن يوقف حزب الله هجومه على إسرائيل مهما كانت الذريعة وهذه الحرب لا يمكن ان تسمح في انتشار الفوضى في لبنان والمناطق المجاورة..

الانتقادات هذه لم يعلق عليها ميقاتي سلبا ولم يتوقف عندها، علما ان الاخير، كان بنفسه، رد في الايام الماضية، على مسؤولين ايرانيين رأى انهم تجاوزوا حدودهم مع لبنان.

لكن اللافت، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، هو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، بدوره، لم تزعجه مواقف ماكرون، بل وغداة مؤتمر باريس، اصدر بيانا مسهبا خصصه لشكر "الصديق" ماكرون. فقال: شكراً لصديق لبنان الرئيس إيمانويل ماكرون وللحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي ، والشكر أيضاً موصول للإتحاد الأوروبي وللحكومة اللبنانية ولكافة الدول التي شاركت ، الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في المؤتمر الذي خصص لدعم لبنان وشعبه وجيشه...

وبعد ساعات، كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا النائب السابق وليد جنبلاط، يصوب ايضا على طهران، مشيرا الى ان "آن الأوان لإيران ان تعلم أن في لبنان دولة".

هذه اللهجة تجاه طهران، لدى ثلاثي عين التينة، اي بري وميقاتي وجنبلاط، جديدة، وقد بدأت تظهر الى العلن، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وكأن ثمة ما تغير في قمرة قيادة لبنان الرسمي، حيث بات يملك، هامش تحرك اكبر، يسمح له بأن يقول لا لايران ومحاولاتها الدائمة لاستتباع لبنان. فهل ستصمد هذه "الصحوة السيادية"؟ هل ستؤسس لمرحلة جديدة لبنانيا يكون فيها نفوذ ايران في بيروت أصغر وأضعف وتنطلق مع التسوية المنتظرة للحرب الدائرة اليوم؟ ام ان طهران ستخنق هذه "الانتفاضة" عبر تحويل قوة الحزب، نحو اللبنانيين اذا شعرت ان بيروت ستتحرر من سطوتها ؟