في الذكرى ١٥٠ على تأسيسها، أقامت جامعة القديس يوسف، حفل تكريم رؤساء النقابات والإتحادات المهنية خريجي الجامعة اليسوعية ومن بينهم نقيب المحامين في بيروت فادي مصري.

رئيس الجامعة الاب سليم دكاش شدد على الدور المحوري الذي لعبته في تطوير التعليم بالتزامن مع الحفاظ على القيم الإنسانية والتنوّع، وقال إن الجامعة لم تكن محايدة في هذه الأزمة الاجتماعية والسياسية والمالية والاقتصادية. واسترجع تدمير الجامعة ومستشفاها في انفجار مرفأ بيروت، من دون ان يمنع ذلك أوتيل  ديو من استقبال الف  ضحية وإنقاذ الكثيرين بعزم ومهارة.

وقال الاب دكاش إنه تم القضاء على أصولنا المصرفية وضاعت ثروات ورواتب عائلات الطبقة الوسطى واسر العاملين في الخدمة العامة، وبقيت الجامعة صوتًا مدافعًا عن الحقوق ومنددًا بالفساد.

وتحدث نقيب المحامين في بيروت فادي مصري بإسم المكرمين، داعياً الى الحفاظ على انجاح التجربة اللبنانية، منوهاً بالرمزية التي تشكلها جامعة القديس يوسف في الوجدان الوطني:

مصري:

"حضرة الأب البروفسور سليم دكاش اليسوعي رئيس جامعة القديس يوسف،

حضرة الرئيس الفخـــــري لإتحاد جمعيات خـــــــــــريجي جــــــــامعة القـــديس يوسف القاضي شكري صادر،

حضرة رئيس إتحـــــاد جمعيات خـــــريجي جـــــــامعة القديس يوسف البروفـــــــسور كريستيان مكاري،

أصحاب المعالي والسعادة،

زميلاتي زملائي وأحبائي،

الحضور الكريم،

أتوجه إليكم في هذه الأمسية بقلب مفعم بمحبة إنجيلية تشربتها من تعليم يسوعي منذ نعومة اظافري وبفكر متقد موروث من بيئة عائلية ومدرسية وجامعية ونقابية ايقنت فيها أن العلم له بداية ولا نهاية له وبوجدانية عميقة متولدة من رمزية المكان وطبيعة المناسبة وشرف التكليف.

فأي مكان يمكن أن يكون له رمزية أقوى وأنقى من جامعة القديس يوسف التي لها في الوجدان الوطني مكانة مميزة لن استفيض في بيانها؛ فقد حملت منذ العام ١٨٧٥ قيماً ومبادئ اخلاقية وانسانية ساهمت في تكوين الوعي الفكري والثقافي والوطني الذي ادى، عندما توفرت الظروف الاستثنائية بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، الى تأسيس الكيان اللبناني وبالتالي إعلان دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول ١٩٢٠.

اما طبيعة المناسبة فهي، في ذكرى مرور ١٥٠ عاماً على التأسيس، مبادرة إتحاد جمعيات القدامى الى تكريم رؤساء الاتحادات والنقابات من خريجي الجامعة اليسوعية.

وبخصوص التكليف، فقد شرفني به زملائي المكرمون اذ انتدبوني للتحدث باسمهم فرتبوا عليّ مسؤولية ومنحوني تكريمًا اضافيًا.

أما بعد، ولما كان زملائي المحامون قد اولوني شرف انتخابي نقيبًا لهم وبالتالي شرف ترؤس اقدم واعرق نقابة في لبنان والشرق،

ولما كنا نقف اليوم في ذكرى تأسيس جامعة حاضنة لوطن صاحب رسالة انسانية فريدة نحن مؤتمنون على الحفاظ عليها وانجاح التجربة اللبنانية لما في ذلك من غنى للبشرية جمعاء ومن تأثير على مستقبلها،

ولما كان وطن الحق والحرية والانسان هو امانة شاهدة لتراث انساني متواصل منذ ستة الاف سنة وتجسيد لقيم خالدة،

فانني اعلن، باسم زملائي المكرمين رؤساء النقابات والاتحادات المهنية من قدامى جامعة القديس يوسف في بيروت، اننا نلتزم:

اولاً: بان نحمل اينما حللنا وفي عملنا النقابي والمهني بشكل خاص القيم والمبادئ التي نشأنا عليها وترسخت في وجداننا بفضل تعليم الآباء اليسوعيين وان نعمل على نشرها وتعميمها.

ثانياً: ان نساهم بما اوتينا من قوة في ان تكون نقاباتنا واتحاداتنا نموذجًا للعمل الشفاف والنظيف والمهني وان نعكس في جميع تصرفاتنا وان نطبع في جماعاتنا الروح اليسوعية والقيم الانجيلية بحيث يبقى الانسان في صلب كل حركة ومحور كل اهتمام.

ثالثاً: ان نعمل مع سائر زملائنا نقباء المهن الحرة وسائر القوة الحيّة في المجتمع وكل اصحاب الارادات الطيبة على إستنهاض الهمم من اجل المساهمة في انقاذ وطننا الذي يواجه ازمة كيانية وجودية يقتضي ايجاد حلول دائمة وثابتة لها بهدف قيام دولة عصرية قائمة على الحق والعدالة والحرية.

في الختام، اشكر الاب الرئيس سليم دكاش مع التقدير الكبير للدور الذي قام ويقوم به في تنشئة الاجيال هو الذي شغل طوال ١٨ سنة مركز رئيس مدرسة سيدة الجمهور، التي كان لها الفضل الكبير على تنشئتي، وما زال يشغل منذ اكثر من ١٦ عاماً رئاسة هذا الصرح الاكاديمي العريق الذي تخرجنا منه دون ان يخرج منّا ونعود اليه في كل حين ولا عجب في ان يحتضننا اليوم.

كما اشكر اتحاد جمعيات الخريجين بشخص البروفسور مكاري صاحب هذه المبادرة والساهر على احيائها والذي عني بتنظيم هذا الحفل.

عاش اتحاد جمعيات خريجي جامعة القديس يوسف، المتحد على رسالة لبنان وقيمه،

دمتم زملائي رؤساء النقابات في عملكم المهني الراقي،

عاشت جامعة القديس يوسف، جامعة يسوعية لبنانية انسانية بامتياز،

عاشت بيروت ام الشرائع حاملة شعلة الحق منذ ايام مدرسة الحقوق الاشهر في الامبراطورية الرومانية لغاية اليوم،

عاش لبنان وطنًا سرمديًا وموطنًا دائمًا للحرية والانسان والسلام."

وكانت كلمات للرئيس شكري صادر ولرئيس اتحاد جمعيات خريجي الجامعة البروفسور كريستيان مكاري. كما جرى عرض وثائقي تناول تاريخ وجود الرهبنة اليسوعية في لبنان والمؤسسات التي بنتها.