جبران الباقي وهم الأموات

أن تموت مظلوماً خير لك من أن تموت ظالماً، يلعنك التاريخ، وتحتقرك الأمم والشعوب، ويفرح لفرارك أو لمقتلك الملايين، وهي حال كل قاتليك، وكارهيك، والمحرضين عليك. وهم إن لم يموتوا بالجسد، فإن نهايتهم الذليلة تفوق حالة الموت، لأنها موت الأخلاق والضمير والإنسانية، وبئس المصير. 

لم تنتصر جبران على النظام الأسدي المتوحش، بفرار بشار الأسد، تاركاً خلفه شقيقه والعائلة، والمقربين، والذين أخلصوا له، بل انتصرت عليه منذ زمن بعيد، حين لم يتمكن من إسكاتك، وإطفاء ذكراك، وخنق "نهارك". هذا الخنق الذي أراده مع حلفائه وأدواته في الداخل اللبناني، لأنهم أرادوا أن يصادروا البلد، ونجحوا لزمن. لكن لكل شيء نهاية. وها هي النهاية السعيدة.

اليوم، تحتفي "النهار" بذكراك، وهي تعلي الصوت وتتصدى لكل أنواع الظلم، وتظل وفية لمبادئها، لقيمها، قيم الحرية والحق والعدالة، مستذكرة قولك عام 2005 للشعب السوري عندما كتبت: "أخي وصديقي في سوريا، الشعب اللبناني عاشق للحرية، وكذلك شعبك. ونضاله يشهد لتعلقه بالحق والعدالة، وكل ما نطلبه منك هو أن تتفهم تمسّكنا بهذه القيم الثلاث".

ونستعيد إيمانك بـ"أنّ قدر لبنان هو أن تكون حريته دائماً معمدة بالدم، ولكن قدره أيضاً أن يبقى شامخاً وأقوى من كل المؤامرات".

اليوم في ذكراك، تبقى "نهارك" كبيرة كما أردتها، وهي تنادي مع غسان تويني "لا إلى انتقام ولا إلى حقد ولا إلى دم، ... أدعو اللبنانيين جميعا، إلى أن يكونوا واحدا في خدمة لبنان الوطن العظيم وفي خدمة القضية العربية".