جنبلاط إلى دمشق دُر...

شكّل اللقاء الذي انعقد بين الزعيم وليد جنبلاط ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب السابق طلال ارسلان مساء أمس الاول في كليمنصو، استكمالا للحوار الجاري بينهما، والذي انطلق قبل أشهر لمعالجة مسائل شائكة درزية كانت لاتزال تؤثر على الوحدة الداخلية، ومصالحات قطعت الاتصالات شوطا لإتمامها بخصوص حادثتي الشويفات وبعلشميه اللتين سقط خلالهما ضحايا دروز.

وجاءت مشاركة ارسلان في اللقاء الدرزي في «خلوات القطالب» في بعذران تلبية لدعوة من جنبلاط، واستضافة الأول لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط إلى العشاء في خلدة، ليصب بذات المنحى التقريبي، مع سعي ارسلاني للقاءات داخلية من شأنها ان تزيل المعوقات المستعصية لتحقيق جمع الشمل المنشود.

على ان التطورات السورية الأخيرة التي تصدرت الأحداث، فتحت إطارا جديدا للبحث الدرزي الداخلي وعلى مستوى القيادات، والذي ينطلق راهنا من مواكبة المرحلة الانتقالية، التي ستكون عليه سورية الجديدة.

قالها وليد جنبلاط تعليقا على سقوط النظام السوري: «نحو شرق جديد». لكن هاجس جنبلاط المحوري، بحسب مصادر في الحزب «التقدمي الاشتراكي» لـ «الأنباء»، هي من مشاريع التقسيم، في ظل تهديد خطير لوحدة سورية وتبعات ذلك على الساحة اللبنانية، وموقع الدروز الذي سيكون عليه في أي تحول جغرافي أو سياسي.

وعليه يشدد جنبلاط كما تقول المصادر نفسها، ويتلاقى معه العامل الدرزي الأقوى في سورية المتمثل بشيخ العقل حكمت الهجري، الذي نجح في قيادة الانتفاضة التي انطلقت قبل عام ونصف لاسقاط النظام، على الدعوة إلى قيام دولة مدنية موحدة وقوية وشعب موحد.

منسوب القلق الجنبلاطي صار أكبر، مع تبدي المشهد على توغل إسرائيلي من بوابة الجولان باتجاه جبل الشيخ، كموقع استراتيجي يطل على جانبي الحدود: دمشق من جهة والبقاع اللبناني الجنوبي من جهة ثانية، وجغرافيا على مسافة قريبة جدا من القنيطرة فدرعا والى مدينة السويداء، بما يتلاقى مع أصوات بدأت تلوح بالدولة الدرزية مجددا.

جنبلاط التقى ارسلان وناقشا تلك الهواجس معا، عقب الاتصال اللافت بين الأول وقائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع (الشيخ أبو محمد الجولاني). وقد هنأ جنبلاط الشعب السوري بالانتصار الكبير على نظام، لطالما اتهمه جنبلاط باغتيال والده في 16 مارس 1977، علما ان جنبلاط كان اول من رفع علم «الثورة السورية» على ضريح والده عام 2012، قائلا حينذاك «عاشت سوريا الحرة».

جنبلاط اتفق والشرع على لقاء في دمشق سيكون قريبا جدا بحسب المصادر. لقاء سيكرس الاتفاق على أسس التعاون بينهما، وعلى رسم مستقبل العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل وخصوصية كل من البلدين، وعلى وحدة الأراضي السورية. إلى جانب الهم الأساسي، وهو مواجهة مشاريع التقسيم التي تضر بلبنان وسورية على حد سواء.