المصدر: المدن
الأربعاء 27 آب 2025 12:19:24
سرق اللقاء الذي عقد بين الموفد الأميركي توم بارّاك والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الاهتمام، لأن ملف السويداء كان مطروحاً بتفاصيله في ظل المستجدات الإقليمية، بعد زيارة بارّاك سوريا، ولقاء رئيسها أحمد الشرع.
وسادت في اجتماع كليمنصو أجواء مهمة على المستوى الإقليمي لا المحلي فحسب، لكونها ستترك تبعاتها على السويداء.
مصادر متابعة للقاء تتحدّث لـ"المدن" عن النقاط المرتبطة بالسويداء التي تباحث بها بارّاك وجنبلاط، وتشير إلى أن الطرفين اتفقا على "وحدة سوريا"، والعمل على إيجاد "حل سياسي" للأزمة. والنقاط المطروحة، وموافقة الموفد الأميركي عليها، تحمل في طياتها رسائل واضحة بعد طرح الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء حكمت الهجري انفصال المحافظة عن سوريا.
المصادر تنقل لـ"المدن" أيضاً أجواء بارّاك والموقف الأميركي من ملف السويداء وسوريا على نحوٍ عام، وتقول إن الولايات المتحدة "حاسمة" لجهة "رفض أفكار الحكم الذاتي وتشييد الكيانات" في الجنوب والشمال الشرقي السوري، خصوصاً أن دعم واشنطن انفصال دروز السويداء سيدفعها إلى دعم انفصال أكراد "قسد"، وهي رافضة لانفصال الطرفين عن سوريا.
"المدن" تواصلت أيضاً مع عدد من المصادر المحلية في السويداء، التي تطرّقت إلى طرح الهجري الانفصالي الذي لقي معارضة فاعليات دينية واجتماعية وسياسية في المحافظة. وينطلق الموقف المعارض من انسداد أفق الانفصال من جهة، والخطر الذي يتركه هذا التوجه على الوجود الدرزي في سوريا عموماً، كجرمانا في ريف دمشق وإدلب، حيث توجد مجتمعات درزية.
وتفصّل المصادر حديثها إلى"المدن"، فتقول إن الموقف الأميركي معارض للانفصال. وقد عبّر عنه بارّاك في أكثر من مناسبة، والموقف الإسرائيلي الأخير الذي نقلته هيئة البث الإسرائيلية يعارض الحكم الذاتي الدرزي، وبالتالي يفتقد الطرح للدعم الدولي. ومن جهة أخرى، فإن السويداء لا تمتلك مقومات اقتصادية تخوّلها الانفصال، وإدارة شؤونها، وتأمين متطلباتها.
قلق على دروز جرمانا
وتتحدّث المصادر بقلق عن الوجود الدرزي في سوريا بوجهٍ عام، فتقول إن الدروز ليسوا موجودين في السويداء فقط؛ بل في جرمانا أيضاً، وبأعداد كبيرة، لكنهم محاطون بأعداد أكبر من السنّة. ومواقف الهجري قد تستدعي رداً سنياً. وهنا، تتخوّف المصادر من توتير الوضع الأمني والعمليات الثأرية رداً على مواقف الهجري التصعيدية، وتتساءل عن رفض الهجري للحلول السياسية المطروحة.
ثمّة إجماع في السويداء على أن الشرخ عميق بين الدروز والحكومة السورية. وإن كان الجو المعارض للهجري يرفض الانفصال، إلّا أنّه يطالب السلطات الجديدة بإجراءات "ثقة"، وهذه المسألة لم تغب عن اجتماع جنبلاط بالوفد الأميركي، إذ كان هناك اتفاق على وجوب إجراء تحقيق شفاف، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، وإطلاق حوار تمهيداً للمصالحة، وفق المصادر.
الاتصالات كانت جارية بين دمشق والسويداء عبر وسطاء من أجل البدء بمفاوضات للتوصّل إلى حل سياسي. ووفق مصادر "المدن" في المحافظة الدرزية السورية، فإن الاتصالات خفتت منذ الاثنين بعد أن أوضح وسطاء السويداء موقفهم ومطالبهم الأساسية؛ إفساحاً في المجال لدراسة الموقف والمطالب وبناء على الشيء مقتضاه، ذلك أن الطرفين لا يريدان حواراً من أجل الحوار؛ بل يسعيان إلى تحقيق نتائج.
الشق الإنساني
الشق الإنساني في السويداء حضر أيضاً خلال لقاء بارّاك – جنبلاط، لكون المحافظة ما زالت تعاني نقصاً في الحاجات الأساسية، برغم دخول المساعدات، لأن الدورة الاقتصادية شبه متوقفة. وفي هذا السياق، اتفق جنبلاط وبارّاك على أهمية إرسال المساعدات إلى المحافظة عبر دمشق والأردن من قبل المنظمات الدولية الإغاثية، وفق مصادر اللقاء.