المصدر: Kataeb.org
الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2023 11:15:17
في الذكرى الـ 17 لاستشهاد الوزير والنائب الشهيد بيار الجميّل، استذكر جهاز الفكر في حزب الكتائب اللبنانية عريس ثورة الأرز وكتب:
" لا أحب أن أعبر في هذه الدنيا من دون أن أترك أثراً، كما أنني أحمل اسم جدي وعليّ أن أكون على مستوى ما يمتلكه، ولو لم يناضل أهلنا قبلنا للدفاع عنه، لكنا اليوم بلا وطن. واذا لم نكمل سيرة النضال فسيصبح أولادنا بلا وطن.
لن نستسلم أو نتنازل عن مبادئنا لقاء حفنة من مجد زائل، المهم أن تبقى "القضية حيّة حتى لو رحل الكثر من الرجال من أجلها".
بيار أمين الجمّيل
حلم ... وأمل
"أصارحك أيّها الوالد الحبيب بأنني متعلّق بالله وبأهلي وأرض الجدود كتعلقي بنفسي".
إحدى العبارات التي كتبها الشيخ بيار، الشهيد الشاب في رسالة وجهّها إلى والده أول وصوله إلى الوطن في ربيع 1992.
وكان جواب الأب الرئيس إلى ولده المميز:
"هل أصبت عندما رضخت إلى مشيئتك بالعودة إلى ساحة النضال في الوطن؟ لا أعرف؟...
ولكنني أعرف أنك رفعت التحدي من أجل أن تلتئم العائلة الكتائبية في خدمة لبنان...
كان نضالك من أجل عودتي من المنفى...
راهنت ونجحت...
وعادت الكتائب إلى الساحات النضالية كافة...
معك استعادت، من خلال شبابها، دورها الكبير من أجل لبنان الوطن والإنسان – المواطن..."
أولاً: سطور من سنوات النضال 1993 – 2000
ثانياً: بداية النضال
من اليوم الأول عادت الحياة تدبّ في منزل آل الجميّل، مستقبلاً الرفاق والأصدقاء والمناصرين من المناطق كافة حيث لحزب الكتائب رصيد لم يخبُ يوماً. تواصل الشيخ بيار مع الجميع ووضع مع الرفاق سبل إعادة لم شمل العائلة الكتائبية على مساحة الوطن، حينها تعود الكتائب الى الاداء السليم لدورها التاريخي في حفظ الكيان اللبناني وحماية الوطن والمواطنين من كل المتطاولين على تاريخ الحزب الكتائبي ورموزه.
لم ترق حركته السريعة، للأجهزة الأمنية الرسمية والأطراف المتحالفة مع النظام السوري آنذاك، فتعرض لمضايقات كثيرة، وصلت الى توقيفه ساعات عدة في أحد مراكز الأبنية والتحقيق معه في أسباب حركته الجديدة مع زواره الكثر لمنزله.
لم ترهبه المضايقات ولم تخضعه كل وسائل الترهيب مهما تعاظمت وتطاولت بل زادته عزيمة وثقة، وتفاعل معه الرفاق والأصدقاء وساعدوه في كل النشاطات الاجتماعية التي تحضن مطالب المواطن وخصوصًا الأجيال الشابة.
واكبت القاعدة الكتائبية وأصدقاؤها حركة الشاب بيار الجميّل المندفع، وكم تذكر الكبار من الرفاق نشأة جدّه في الأربعينيات ومعاركه من أجل الوطن.
أجمع رفاقه، أبناء جيله على شخصيته ووصفه معظمهم بأنّه صادق، شجاع، يملك ناحية الوضوح، حديثه ممتع، يمتلك منطقًا مميزًا وقدرة على الإقناع.
محبته للأصدقاء والمحازيين كانت واضحة فبادلوه بمثلها، دخل قلوبهم وعقولهم لحماسته واندفاعه للمضي بعناد في نضال لتحقيق أهدافه التي أعلن جزءًا منها واحتفظ بالباقي لنفسه، وفق برمجة هذه الأهداف حسب الأولويات.
تمكن بفترة وجيزة من استنهاض الهمم في كافة القواعد الكتائبية وإعادة الروح الى العمل الحزبي من لقاءات واجتماعات وخلوات وحلقات دراسية في معظم المناطق اللبنانية حيث للكتائب جذور وبيوت.
ترافق النشاط داخل الوطن مع حركة ناشطة في دول الانتشار اللبناني شارحاً للمغتربين تصوره للواقع اللبناني الحالي وسبل النهوض بالوطن ومؤسساته. نظم مجدداً أول مؤتمر اغترابي في واشنطن وكان ناجحاً بامتياز بشهادة المشاركين.
ثالثاً: عودة الرئيس أمين الجميّل وانعكاسات العودة.
كانت عودة الرئيس الى لبنان هدفاً محورياً للشيخ بيار – الشاب. بذل في سبيل العودة كل جهد ممكن ولو كان صعباً وبنتيجة هذه الحركة، ولّد تيار سياسي وشعبي لبناني خارجي ضاغط باتجاه تسريع العودة ودعمها.
وعشية الانتخابات النيابية عام 2000 استكملت التحضيرات لعودة الرئيس الجميّل وهكذا عاد "الشيخ أمين" وسط "بحر من الناس" واكبت عودته من المطار الى بكفيا.
هذا "البحر من الناس" ترجم "قرار ومغامرة"
يخوض بيار – الشاب الانتخابات النيابية منفرداً مرشحاً عن دائرة المتن، لمعرفة أين صار الرأي العام اللبناني عامة والمتن بخاصة.
نجح في فترة قياسية بتحضير ماكينته الانتخابية وحصد أعلى نسبة أصوات بين كل مرشحي الدائرة، رغم كل المضايقات التي تعرض لها ناخبوه.
رابعاً: نضال ومواجهات ومصالحات وطنية.
2000 الى 2003
"قلت وأكرر أن الانتخابات مرحلة ساعات وتنتهي، أما المشروع والقضية والهدف فمستمرة، وقد أثبتت الانتخابات أن الاقدام كفيل بتغيير الواقع المشكو منه مهما كان عصياً.
لقد تمكن المتنيون من إحداث ثغرة في الجدار الجامد المنصوب حول إرادتهم وأسقطوا أوهاماً عديدة، فإليهم جميعاً شكري وتقديري وأعاهدهم أنني سأكون صوتهم وحامل أمانيهم بوفاء وبالأخص أماني الشباب، هذا الجيل الباحث عن وطن يفتخر بالانتماء اليه، ويلمس بوضوح أهمية أن يكون الوطن سيداً حراً والمواطن كريماً مرفوع الرأس.
معركتنا في النهاية هي معركة الديمقراطية والسيادة الوطنية وكافة الحريات والعيش الكريم..."
بيار أمين الجمّيل
28/8/2000
هذا مقطع من كلمته الأولى بعد فوزه في الانتخابات النيابية.
شكّل دخول بيار أمين الجميّل الندوة البرلمانية بداية لمرحلة جديدة في العمل السياسي والنضال الوطني. تميزت هذه المرحلة بـــ :
من نتائج هذه المواجهات المستمرة:
خامساً: خطابات مواقف، عناوين وعبر
أ-الموضوع: (من 1996 لغاية 2000)
*تحديد الهدف والاسلوب:
"إعادة التوازن الوطني هي المخرج الأساسي والملحّ لما يتعرض له الوطن اللبناني وكافة مواطنيه من مشاكل وتعقيدات."
مجلة حرمون (11/2/1996)
"في السياسة ليس من شيء اسمه وراثة، بل قناعات وطنية وأخلاقية وروحية عمل مجرد وصادق يظهر بالممارسة والنضال النظيف".
مجلة الحوادث (28/6/1996)
"أنا قادم من وطني لبنان أحمل إليكم رسالة الشباب الّذين قرّروا المقاومة السياسية والمدنية لتحقيق وطن أحلامهم".
أوستراليا (26/1/1998)
"إن العيش المشترك في لبنان يتطلب نظاماً ديمقراطياً سليماً من الشوائب ويفرض تمثيلاً حراً يحافظ على هذه الديمقراطية كي لا تكون استنسابية وشخصانية وهذا ما يحتّم أن يكون لبنان حراً سيداً لحماية القرار".
بمناسبة عودة الرئيس الجميّل الى لبنان (20/7/2000)
"نحن شعب يستحق الحياة ولا يخشى النضال من أجل هدفه لبناء دولة الرعاية والحاضنة لكافة المواطنين، ضمن وطن حر سيد ومستقل استقلالاً كاملًا غير منقوص."
لقاء في كسروان الفتوح (14/8/2000)
*الترشح والنجاح بوصوله الى الندوة البرلمانية، عمله كنائب:
"دعوة وعمل دائم من أجل تحقيق المصالحات الوطنية الشاملة لطي صفحة الماضي... لأن لبنان فوق الجميع..."
(طيلة اللقاءات خلال شهر أيلول 2000)
"نطالب بحوار متواصل لإقناع الجميع بانسحاب الجيش السوري من لبنان وفق اتفاق الطائف..."
(14/1/2001) و (7/8/2001)
"لا نريد علاقة مع سوريا على حساب السيادة اللبنانية".
(24/8/2002)
"اتفاق الرؤساء لا يكون على حساب المؤسسات."
(10/1/2003)
"المعارضة باقية وستقول كلمتها في كل مناسبة، ومن الضروري القيام بمبادرة انقاذية تعيد الى الوطن لحمته ومكانته، وتوفّر مناعة أكبر للوفاق الوطني وتحميه من أي احتلال..."
حديث الى جريدة اللواء (31/1/2003)
"أدعوكم إخواني الطلاب الى البقاء يقظين ومنتبهين لما يواجه الحركة الطالبية من تهديدات، كما أدعوكم الى أن تتمسكوا بحضوركم الفاعل في المجتمع، وأن تثقوا بدوركم الرائد في بناء وطنكم، لتحقيق النظرة المستقبلية لموقعه الاقليمي ودوره الريادي في العالم...
لا تسمحوا بدفع هذا الوطن الذي تحلمون به الى خيارات اقليمية واغراقه في صراعات محورية لن تصب مطلقاً في مصلحته..."
من محاضرة في جامعة اللويزة – ذوق مصبح (252/2003)
قد تكون هذه المحاضرة من أهم ما قاله بوضوح وشجاعة عن دور لبنان، دور الحكام ودور المعارضة وأهمية الجيش وحصرية السلاح. وختم محاضرته بالقول:
"ان لبنان ليس ملكية حصرية لأحد، وهو لا يُحكَم استنسابياً، فالسيادة والاستقلال لا يتحققان الا بحوار حقيقي ينمّ ويتمّ فيه احترام الرأي الآخر..."
"ندعو المشاركين في "القمة العربية" التي ستعقد في "شرم الشيخ" الى موقف عربي جامع، تنسيقي ينطلق بالدرجة الأولى من المصلحة اللبنانية البحتة ومن علاقات الاخوة والصداقة مع سائر الدول العربية".
"ان أي موقف لا يراعي تجارب السنوات الماضية هو كمن يخطو خطوة في المجهول، وهذا سيترك انعكاسات سلبية على مستقبل الدول العربية والتعاون في ما بينها..."
جزء من رسالة موجهة الى القمة العربية في (28/2/2003)
"عبثاً نبني الوطن اذا استمر نهج الغالب والمغلوب."
والتمييز بين اللبنانيين وغياب القرار الوطني الحر، عبثاً نأمل بإعادة الوطن ومسيرة بناء مؤسساته وتحصينه في وجه التداعيات الخطرة للعواصف التي تلوح في أفق المنطقة..."
(4/3/2003)
ب-الجرأة والشجاعة في قول الحقائق:
* "لن نعطي الثقة لحكومة تنتقم من المسيحيين، وذلك بإقصائهم عن المشاركة في القرار الوطني..."
حكومة لم تراع الدستور ولا الأصول ولا الشكليات... إنها محاولة مكشوفة لإلغاء دورهم والانتقام منهم، وضرب الصيغة اللبنانية الفريدة، ودور لبنان كبلد حوار وهمزة وصل بين هواجس الشرق ومطالب الغرب.
نؤكد للسلطة، أن قرار إخراج المسيحيين من المشاركة في القرار الوطني، والغاء دورهم ودفعهم الى اليأس والهجرة، لا يمكن اتخاذه لا هم ولا غيرهم..."
"سنظل نتمسك ببقائنا في هذا الوطن والعمل على انهاضه من كبوته لكي يستعيد سيادته واستقلاله وقراره الحر ويعود لبنان الصيغة والوفاق والتعايش والنظام الديمقراطي الحر.."
(22/3/2003)
وأكمل لاحقاً:
* "الشراكة تحت سقف الديمقراطية التوافقية هي الأفعل والأنجح، ولا سيما أن هذه المرحلة تشهد فيها المنطقة تغيرات جوهرية، خصوصًا أن لبنان وسوريا هما تحت الضغوط الشديدة لتنفيذ التزامات معينة ويصبح كلاهما في وضع النزاع والعجز ويدفع شعباهما ضريبة هذه الحرب".
"حينها نفقد دورنا كلبنانيين الفرصة المتاحة لنا الآن للنهوض بوطننا واستعادة دوره الحقيقي والمميز في منطقة الشرق الأوسط والعالم..."
"ان سياسة الفراغ والتبعية التي تنتجها السلطة منذ عشر سنوات ستضر مستقبلاً لبنان وسوريا معاً".
" المطلوب من القادة وأصحاب القرار تفعيل دور لبنان والاستفادة من طاقاته البشرية وامكاناته المخزنة لمواجهة التحديات المستقبلية لاستعادة الدولة اللبنانية الحقيقية الجامعة لكل ابنائه معارضة كانوا أم موالين..."
"ان كل المحاولات المتكررة، للكثيرين، لإلغاء الدور اللبناني، واعتماد نهج الأحادية الاديمقراطية، أكدت فشلها وتبين أن النظام الجديد كمحاولة تغيير هوية لبنان والباسه صفة مغايرة لغاية وجوده ليست هي الحل..."
ان لبنان، بفضل تركيبته وطبيعته وتعدديته قادر، كما كان دوماً ان يترجم هواجس الشرق في الغرب، ومطالب الغرب من الشرق ..."
(4/4/2003) و (5/4/2003)
وتابع لاحقاً....
"ان الشجاعة في قول كلمة الحق، تقضي أن نعلن أن كرامة الانسان – المواطن هي جزء لا يتجزأ من سيادة الوطن وحرية قراره، وإعادة قراره السياسي دون وصاية أو ارتهان هي وحدها تحفظ حقوق الجميع.
ونكون أوفياء لشهدائنا كافة الذي دفعوا عنا جميعاً ثمن استرجاع هذا الوطن الفريد والمميز..."
كل هذه الأفكار وردت في سلسلة خطاباته وكلماته في الأقسام والأقاليم واللقاءات الحوارية في ربيع وصيف 2003 والفصل الأول من 2004.
هذا الأسلوب في القول والعمل والممارسة كان يتكامل دوماً طيلة مسيرته النضالية.
لقد أراد لبنان أكبر من كل التيارات والأعاصير، أكبر وأقوى من كل المؤمرات والتدخلات الأجنبية كافة أكانت اقليمية أو عالمية لأنه كان يثق باللبنانيين الذي يكبر معهم الوطن وهم يفاخرون بتاريخه.
استمرت موافقة الجريئة والشجاعة