المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الجمعة 28 تشرين الثاني 2025 07:54:44
تسأل أكثر من جهة سياسية عن نتائج التحرك الفرنسي في لبنان، ولاسيما في ظل زحمة الموفدين الدوليين. تاريخيا، لباريس صولات وجولات في لبنان، إذ كانت الراعي الرسمي لهذا البلد، ناهيك بأنها "الأم الحنون" ولطالما كانت لها مساع من أجل وقف الحروب التي توالت على الساحة الداخلية، إلى أزمات كثيرة كانت فيها حاضرة لإنقاذ البلد، من دون إغفال زيارة الموفدة الفرنسية آن كلير لوجندر سعيا إلى ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا، باعتبار أن لديها كل الوثائق والمعلومات والمعطيات.
فهل تقوم فرنسا بدور أساسي في ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا، وسط تنسيق فرنسي - أميركي في كل الملفات التي تهمّ لبنان؟
رئيس لجنة العلاقات البرلمانية اللبنانية-الفرنسية النائب سيمون أبي رميا يقول لـ"النهار": "لفرنسا دور تاريخي في لبنان، ولنكن واقعيين وموضوعيين، اليوم من يمسك بالدور في لبنان هو الولايات المتحدة الأميركية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا ما نشهده ديبلوماسياً وسياسياً وميدانياً وعلى كل المستويات. إنما فرنسا لها دور تاريخي في لبنان وتربطها به أواصر تاريخية ثقافية واجتماعية كثيرة. وتشير معطياتي إلى أن فرنسا تنسق مع الولايات المتحدة في أي مسألة تقوم بها حيال لبنان، لأنها مهتمة بأمنه واستقراره والحفاظ على صيغته العيش المشترك فيه، وبالتالي ثني إسرائيل عن أي عدوان قد تشنّه، لكن ليس هناك أيّ علاقة إيجابية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والفرنسيين".
ويشير أبي رميا إلى أن باريس تؤدي دوراً على صعيد ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، وقد تدخل من هذا الباب لما تملكه من وثائق تاريخية عن الحدود بين البلدين، وهذا ما يساعد كثيرا في مسألة ترسيم الحدود" .
وعن زيارة الموفدة الفرنسية للبنان، يجيب بأنها "جاءت من أجل تحذير المسؤولين من مغبة قيام إسرائيل بأي عدوان، وهذا يذكرني بزيارة حصلت من موفد فرنسي جاء عشية الحرب الأخيرة، ولكن الحرب وقعت. دائما هناك موفدون يحذرون ويسعون من أجل الوقوف إلى جانب لبنان وردع إسرائيل، وفي المحصلة كانت الحروب تقع، وهذا ما حدث في كل ما شاهدناه من أزمات وتطورات عسكرية منذ سنوات طويلة".
ويجزم أبي رميا بأن باريس جادة في ترسيم الحدود، ولديها كل المستندات والخرائط والمعطيات والخبراء لذلك، ولكن لا ننسى أن ثمة دورا سعوديا ومظلة من الرياض لإعادة ربط العلاقات اللبنانية-السورية، ومن ضمنها ترسيم الحدود البرية. فهل يمكن تجاوز واشنطن في كل ما تقوم به باريس، أو أن تضمن حماية الحدود اللبنانية-السورية في ظل الصراع الإقليمي الذي يجري حاليا؟