المصدر: النهار
الكاتب: مجد بو مجاهد
الأحد 26 كانون الثاني 2025 11:22:18
تغلغل الدفء السياسيّ على أثر زيارة الوفد الكويتي برئاسة وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيى إلى لبنان، رغم أنّ الطائرة التي تقلّ الوفد الديبلوماسي حطّت في مطار بيروت في فصل الشتاء البارد، لكن روحيّة العلاقة اللبنانية - الكويتية اتقدت نحو أوج التأنّق بحسب ما عرفته الأروقة اللبنانية من حرارة مشاورات ومحادثات. وشكّلت الزيارة محطة لفلفشة دفاتر التآزر التاريخيّ بين البلدين بخاصّة مع استذكار الوزير اليحيى موقف لبنان الشاجب احتلال النظام العراقي لدولة الكويت عام 1990، إذ كانت الحكومة اللبنانية حينذاك في طليعة الحكومات العربية التي استنكرت اجتياح الجيش العراقيّ للأراضي الكويتية. ولطالما ردّد الكويتيون مصطلحات الامتنان للبنان على ذلك الموقف الديبلوماسيّ الذي لا يزال محفوراً في نفوسهم رغم مضيّ السنين.
لبنانياً، اتخذت جولة الوفد الكويتي طابعاً خاصّاً بعد مرحلة من إحكام محور "الممانعة" زمام سيطرته على القرارات السياسية في لبنان، فإذا بكلّ الأجواء السياسية الملبّدة تتكشّح مع بداية عهد رئاسيّ جديد بعد انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. وتتّخذ الزيارة أهمية إضافية ذلك أن الوزير عبدالله اليحيى يرأس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج. وبحسب معطيات "النهار"، أكّد الوفد الكويتي في القصر الجمهوريّ جهوزيّته للعمل على مساعدة لبنان مع تفكير مجلس التعاون الخليجيّ في إعداد برنامج إنمائيّ خاصّ للمساندة، لكن لم يوضع تصوّر واضح حول الترتيبات الممكنة في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة وتحديد حاجات لبنان.
وتحدّث رئيس الجمهورية أمام الوفد الكويتي عن بعض الأولويات اللبنانية التي يمكن اختصارها أوليّاً في إعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية على لبنان، إضافة إلى أهمية مساعدة الجيش اللبنانيّ عتاداً وعديداً وتحسين الوضع الاقتصادي اللبناني.
وأعلن الوفد الكويتي عن جهوزيّته للاتفاق مع الحكومة العتيدة لمساعدة لبنان حين تشكيلها وتحديد أولوياتها. وإذ تمنّى رئيس الجمهورية على وزير الخارجية الكويتيّ حثّ الشعب الكويتيّ على زيارة لبنان وبخاصة أن كثيرين من الكويتيين لديهم ممتلكات داخل لبنان، أعرب الوفد عن رغبة كويتية في الرجوع إلى لبنان في غضون أشهر. سيحصل ذلك مع مرحلة لبنانية مغايرة بعد الخضّات السابقة التي عرفتها العلاقات الديبلوماسية بين لبنان ودول الخليج العربي.
ولوحظ خلال الزيارة طلب الوفد الكويتي تفعيل عمل اللجان المشتركة بين البلدين، ما يوحي فحوى الاهتمام. وإذ اهتمّ الوفد الكويتي بالتأكيد على أهمية تشكيل الحكومة اللبنانية لأنها الأداة التنفيذية لحصول لبنان على المساعدات التي يحتاجها، فإن الحديث مع رئيس الجمهورية لم يدخل في تفاصيل خاصّة بسبل تأليف الحكومة، إنما اكتفى بالتطرّق إلى أهمية تشكيل حكومة. في الاستنتاج، اتضحت جليّاً الرغبة الخليجية في الوقوف إلى جانب لبنان على أن يكون تقديم المساعدات عند ترتيب الدولة اللبنانية لائحة بالحاجات والقطاعات التي تحتاج المساندة بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، من دون الحديث عن اشتراطات كويتية مسبقة للمساعدة.
الجدير ذكره، أنّ رئيس الجمهورية جوزف عون شاخص نحو زيارة دول الخليج العربيّ بحسب الأجواء، فيما ستكون المملكة العربية السعودية وجهته الخارجية الأولى المقرّرة، لكن المعطيات تشير إلى أن زيارته ستحصل بعد تشكيل الحكومة اللبنانية على أن يرافقه فيها وفد حكومي.