المصدر: المدن
السبت 11 أيلول 2021 18:37:51
وزير الصناعة جورج بوشيكيان، المعين في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثالثة، من حصة حزب الطاشناق، هو أول وزير أرمني يختاره الحزب في زحلة وقضائها، من خارج عرينيه الأساسيين في بيروت والمتن.
ضحية قانون الانتخابات
والمفارقة أيضاً أن بوشيكيان، هو الوزير الوحيد المعين في هذه الحكومة من زحلة، بعد أن خسرت هذه المدينة تمثيلها "الكاثوليكي" التقليدي بحكومات متعاقبة. فمنذ وفاة رئيس الكتلة الشعبية الياس سكاف، وتبدل وجهة الصوت الانتخابي في زحلة لمصلحة الأحزاب، لم يعد لزحلة حصة في الحكومات.
نواب زحلة السبعة لم ينجحوا بخلق كتلة نيابية متراصة في المجلس، وبقي معظمهم مشتتاً حالياً على طاولات الأحزاب المركزية. وللأخيرة حساباتها التي لا تتفق مع بيدر زحلة.
وبالعودة إلى وزير الصناعة في حكومة العهد الأخيرة، فهو مقيم في زحلة. صداقاته في المدينة تتخطى دائرة الحزب الذي سماه، إلى شريحة واسعة من الزحليين. وطد معهم العلاقات خصوصاً منذ تبلورت لديه الطموحات بمقعد زحلة النيابي، المخصص للأرمن الأرثوذكس، قبل الانتخابات الأخيرة التي جرت سنة 2018.
الوزير القريب من قاعدة حزب الطاشناق في زحلة وعنجر قبل قياداتها، كان موضوع جدل أثاره منذ ترشح للانتخابات النيابية في سنة 2018. ليس فقط لأنه ضحية قانون انتخابي خسّر الأرمن صوتهم لصالح نائب فاز بـ77 صوتاً، وإنما لما خلقه من بلبلة داخل صفوف حزب الطاشناق نفسه، بإصراره على الترشح، وإلزامه الحزب الوقوف حيادياً، في انتخابات كان يفترض خلالها أن تنسحب تحالفات الطاشناق مع تيار المستقبل في المتن وبيروت على زحلة أيضاً.
تمسك تيار المستقبل في زحلة بتسمية المرشح الأرمني، فيما تمسك بوشيكيان بترشيحه، فخاض الانتخابات في صفوف لائحة الكتلة الشعبية، ونال العدد الأكبر من أصوات الأرمن التفضيلية بين جميع مرشحي اللوائح التي تنافست بالانتخابات، إلا أن حاصل لائحة الكتلة الشعبية أخرجها من المنافسة، فذهب المقعد الأرمني لإدي دمرجيان، المرشح الأرمني الأضعف على لائحة تحالف فتوش مع حزب الله حينها.
النشط اجتماعياً
ضحية "القانون الانتخابي" عاد إلى النادي السياسي هذه المرة من باب توزيره في حكومة ميقاتي. ومع أنه لا يعلنها صراحة فهو من حصة حزب الطاشناق، ومن الأصوات التي تعزز الثلث المعطل المستتر في هذه الحكومة. إلا أن بوشيكيان يصرّ على أن الحكومة بعيدة عن السياسة، والهدف منها حل مشاكل البلد، وإعطاء أمل جديد للناس بالمرحلة المقبلة، ولا وقت اليوم للمناكفات السياسية.
وعما إذا كان المطلوب من"حكومة الانتخابات" أن تعيد النظر بقانون انتخابي كان هو أحد ضحاياه، قال: هذا موضوع سيطرح للبحث في مجلس النواب. مشيراً إلى أن الأمور قابلة للتعديل.
باستثناء الطموح السياسي، وحركته الاجتماعية الناشطة التي جعلته ينسج علاقات وطيدة مع الزحليين عموماً، لا يملك وزير الصناعة سجلا سياسياً حافلاً. كما أن "الوزير التكنوقراط" "لم يطلع بعد على شؤون وزارته حتى يحدد أولوياتها"، كما قال في دردشة مع الصحافيين بمنزله. إلا أنه يصر على أنه لن يكون هناك ترف الوقت لمعالجة وجع الناس، مشدداً على أن هذا وقت التضامن لإخراج البلد من أزماته.