المصدر: اللواء
الاثنين 24 آذار 2025 07:50:01
عاد الاهتمام الدبلوماسي الغربي بالوضع اللبناني عن قرب، بعد التطورات الخطيرة التي جرت لا سيما التصعيد الاسرائيلي الواسع في الجنوب والبقاع خلال الايام الماضية، وينتظر لبنان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان خلال الايام الثلاثة المقبلة، وهي زيارته الاولى بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة ما يعني ان محادثاته ستتخذ طابعا مختلفا عن زياراته السابقة خلال الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الاعمال، لجهة القدرة على اتخاذ قرارات واضحة رسميا.
ويبحث لودريان مع المسؤولين في مواضيع الجنوب وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وتعيين حاكم مصرف لبنان والتحضيرات للمؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدف مساعدة لبنان في إعادة الإعمار ومعالجة الازمة الاقتصادية.
كما يرتقب لبنان وصول نائبة المبعوث الاميركي الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط مورغن اورتاغس الى لبنان بعد عيد الفطر، لمتابعة عمل لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار ومعرفة موقف لبنان من تشكيل اللجان التقنية الثلاث.
وافادت معلومات ان اورتاغوس ستصل في الايام القليلة المقبلة إلى تل أبيب لإجراء لقاءات مع مسؤولي الكيان الاسرائيلي، والتحضير لورقة عمل تنفيذية للنقاط الثلاث التي كانت تحدثت عنها سابقاً، وتتعلق بإطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل، وتثبيت الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وقالت أورتاغس لشبكة «فوكس نيوز» امس: أن الولايات المتحدة ستقف دومًا إلى جانب حليفتها إسرائيل، سواء في جهود تدمير حركات مثل «حماس» أو «حزب الله» أو حتى جماعة «الحوثيين» .
اضافت: نحن نؤكد بوضوح أننا لن نعاقب أصدقاءنا، ولن نكافئ أعداءنا»، مشيرة إلى التزام الولايات المتحدة بموقفها الثابت في دعم إسرائيل في وجه التهديدات المستمرة من هذه الجماعات.
وتمنى نائب رئيس الحكومة طارق متري عبر «اللواء» ان تكون زيارتا لو دريان واورتاغس «لمصلحة لبنان بالضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها لا الضغط علينا».وقال: ان اسرائيل لم تكن بحاجة الى ذريعة اطلاق الصواريخ المشبوهة (يوم السبت) وسياستها اصلا تعتمد على العنف، واذا لم يفلح العنف تلجأ الى مزيد من العنف.
وحول مسار التعيينات الادارية اوضح متري لـ «اللواء» ان الالية التي اقرها مجلس الوزراء تتعلق بموظفي الفئة الاولى حصراً، وسنبدأ العمل لإنجازها على مراحل تبدأ بالاعلان عن المراكز الشاغرة، ثم نطرح الترشيحات لهذه الوظائف مستندين على المادة 85 من الدستور المتعلقة بالمناصفة في وظائف الفئة الاولى، لكننا لن نخصص كما كان يحصل في السابق وظيفة ثابتة لطائفة معينة. ونتوقع ان تنتهي التعيينات خلال شهرين.
اضاف: ثم هناك لاحقا تعيين حاكم المصرف المركزي والتشكيلات القضائية والدبلوماسية وهيلا تخضع لآلية تعيينات الفئة الاولى.
وعن المرشحين لحاكمية المركزي وصحة الاسماء المطروحة قال متري: لا مرشحين رسمياً بعد برغم التداول بأسماء معينة، ووزير المال هومن يقترح والمفروض ان يطرح اكثرمن اسم ويختار مجلس الوزراء من بينها.
لكن مصادر مطلعة قالت لـ «اللواء» أن التوافق على اسم حاكم مصرف لبنان ما زال يحتاج إلى نقاش دون أن يعني أن الموضوع لن يجد حلا لاسيما أن المعنيين على قناعة أن هذا التعيين هو مدخل لمعالجة ملفات اقتصادية ومالية مع العلم أن حاكم مصرف لبنان بالأناية يعمل بجد وعمل في الفترة السابقة بكثير من الدقة.
ولفتت المصادر الى ان الكفة تميل إلى مرشح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كريم سعيد شقيق الوزير السابق فارس سعيد وهو ملتزم دعمه، معلنة في الوقت نفسه أن الاتصالات مستمرة لإخراج التوليفة المناسبة تفاديا لأية أزمة حكومية أو غير ذلك .
ومع استمرار الجانب الاميركي بإعطاء الحجة للكيان الاسرائيلي للقيام بما يرتأيه في لبنان، بالتوازي مع الضغط السياسي القائم على لبنان منذ فترة لتشكيل اللجان الثلاث التي تريدها الادارة الاميركية بطلب اسرائيلي للتفاوض الدبلوماسي والسياسي، يتضح ان الضغط تجاوز الجانب السياسي الى المستوى العسكري لإلزام لبنان بتشكيل اللجان الثلاث، ليس بهدف التفاوض على الانسحاب من النقاط المحتلة واطلاق سراح المعتقلين وعلى تثبيت الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، بل لهدف ابعد روّج له الجانبان الاميركي والاسرائيلي مؤخراً جوهره تطبيع العلاقات بين لبنان والكيان الاسرائيلي وصولاً الى تسوية سلمية.
وهذا الهدف اعلنه صراحة يوم السبت الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط ستيفين ويتكوف بقوله: أنّ «تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا مع إسرائيل أصبح احتمالاً حقيقيًّاً». وقال ويتكوف في مقابلة مع صحافية: «أعتقد أنه بإمكان لبنان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حرفيًّا من خلال إبرام معاهدة سلام بين البلدين. هذا ممكن حقاً. وينطبق الأمر نفسه على سوريا. وأن تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، ثم بين سوريا وإسرائيل، يمكن أن يكون جزءا من عملية أوسع نطاقا لإحلال السلام في المنطقة».
اذن لم يعد مخفياً الهدف الاميركي والاسرائيلي من كل هذه الضغوط السياسية والعسكرية على لبنان، لا سيما وانه تزامن وتلى الموقف الرسمي اللبناني اعلنه امس الرئيس نبيه بري في حديث صحفي، وقبله وزير الخارجية يوسف رجّي بأن لامفاوضات سياسية مباشرة ولا تطبيع مع اسرائيل، فجاء التصعيد الاسرائيلي العسكري المغطّى اميركياً رداً على موقف لبنان الذي يشدد على التفاوض العسكري التقني لتحقيق الاهداف الثلاثة فقط بإنسحاب الاحتلال واطلاق المعتقلين وتثبيت الحدود البرية.