المصدر: الانباء الكويتية
الخميس 28 آب 2025 00:49:49
إذا كان الموفد الأميركي توماس باراك قد حط في الجنوب اللبناني في اليوم الثالث من زيارته لبنان والوفد الأميركي الموسع، فيما انتقلت الموفدة الأميركية الأخرى مورغان أورتاغوس إلى إسرائيل، فإن مناخا من التشاؤم قد خيم على الأجواء كحصيلة للمحادثات اللبنانية ـ الأميركية وما رشح عنها من أن الأمور كأنها عادت إلى نقطة البداية في ظل تصلب الموقف الإسرائيلي الذي يمكن اختصاره بالتالي: «فلينزع سلاح حزب الله أولا وتكون أفعالا، وبعد ذلك تقدم إسرائيل شيئا».
وقالت مصادر مطلعة على مسار المحادثات إن الجانب الأميركي أكد على ربط أي موقف إسرائيلي بما ستتضمنه خطة الجيش اللبناني لسحب السلاح ومسار تنفيذها وآلياتها عملا بمبدأ الخطوة مقابل خطوة، دون أن تستبعد أن يكون تراجع الأجواء الايجابية، والتشدد الأميركي ـ الإسرائيلي، ردا على ارتفاع نبرة الخطاب لدى «حزب الله» وحلفائه.
وأضافت المصادر انه على الرغم من ان الدولة أكدت خلال المحادثات على المضي في قرارها بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد السلطة الشرعية وحدها، فإنها في الوقت نفسه تأمل أن تؤدي المشاورات إلى تحقيق الغاية المنشودة، وهي لن تذهب إلى أي صدام، وهذا ما أكدته قيادة الجيش في أكثر من مناسبة، بأن إنجاز الخطة يكون بغطاء سياسي من الحكومة وتفاهم مع جميع الأطراف.
وأبدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مجالسه إحباطه من نتائج زيارة الوفد الأميركي الأخيرة إلى لبنان. ونقلت عنه صحيفة «الشرق الأوسط» قوله: «أتونا بعكس ما وعدونا به.. الوفد الأميركي لم يأت بشيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجددا».
وقال مصدر مقرب من «الثنائي الشيعي» إن الرئيس بري يحرص على الاحتفاظ بموقفه حتى الرسالة المنتظرة التي سيوجهها في الذكرى الـ47 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر والتي تصادف 31 أغسطس الحالي.
واذا كانت هذه الكلمة أو المناسبة تشكل محطة سنوية لطرح المواقف السياسية، فإنها تأتي هذه السنة بطعم خاص، خصوصا أن لبنان على مفترق طرق فيما يتعلق بالقضايا المطروحة وعودة الدولة. وستتضمن الكلمة العناوين الرئيسية لمسار المفاوضات، كما سيكون لخطة الجيش وسحب السلاح النصيب الوافر من الكلمة التي ستتضمن مبادرة يبنى عليها.
وكشف مصدر سياسي رفيع لـ«الأنباء» عن ان الرئيس بري سيقترح تدخلا عربيا لإعطاء دفع للوضع اللبناني، في ظل التزام الطرف الأميركي الوقوف إلى جانب إسرائيل، من دون الأخذ بما تحقق لبنانيا في ملفات عدة.
وفي إطار موضوع خطة سحب السلاح الفلسطيني، تسير الأمور على سكة الحل ولو ببعض البطء احيانا وفقا لمصادر رسمية، حيث تلتزم القيادة الفلسطينية في رام الله بالاتفاق الذي توصلت اليه مع السلطة اللبنانية، وتقوم بإبعاد كل مسؤول فلسطيني في المخيمات لا يتجاوب مع تنفيذ هذه الخطة. كما ان دخول دورية من المخابرات في الجيش إلى مخيم برج البراجنة، لاعتقال أحد المطلوبين يعبر عن ترجمة حقيقية لموضوع سحب السلاح وفرض السيادة اللبنانية.