المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الثلاثاء 11 شباط 2025 07:31:24
طغت الاشتباكات على الحدود اللبنانية-السورية، وما يجري من معارك بين "هيئة تحرير الشام" والعشائر، أو مع "حزب الله" كما تشير بعض التقارير، على ما عداها، وإن يكن تأليف الحكومة حجب ما يحدث على الحدود بين البلدين، خصوصاً أنه جاء بعد سقوط النظام السوري، وسلسلة زيارات قامت بها أكثر من جهة لبنانية للعاصمة السورية، وتحديداً الزيارة الأخيرة التي جمعت الرئيس أحمد الشرع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
كان موضوع ترسيم الحدود إلى المعابر غير الشرعية وغيرها من القضايا الأساسية مدار بحث بين الجانبين، لكن ما حدث لاحقاً أثار الريبة. فهل هناك قرار إقليمي خلف هذه الاشتباكات، أم أن "هيئة تحرير الشام" تنتقم من "حزب الله" ولاسيما بعد دوره في سوريا وتحديداً في منطقة القصير، إضافة إلى قصف إسرائيل لكل مخازن السلاح العائدة إلى الحزب؟
اللافت هو ما قام به رئيس الجمهورية جوزف عون عبر توجيهات واضحة، بضرورة رد الجيش اللبناني على قصف إحدى ثكنه حيث الاشتباكات بين "هيئة تحرير الشام" والعشائر، ثم انتشار الجيش والحفاظ على الأمن في هذه المنطقة، وعدم انتهاك السيادة اللبنانية، وهذا ما حصل، بما يؤكد أن الدولة بدأت تستعيد هيبتها. ولكن ماذا عن الاتصال الأخير الذي أجراه ميقاتي بالرئيس السوري أحمد الشرع؟ هل من إيجابيات أم ثمة قرار متخذ بضرورة دفع "حزب الله" إلى الانسحاب من هذه المناطق؟ أو ثمة خلفيات أخرى بدأت أيضاً تثير الشكوك، ربطاً بما تقوم به إسرائيل من انتشار في منطقة جبل الشيخ والجولان، حيث يشير أكثر من محلل استراتيجي وعسكري إلى أنها تعمل لإحكام قبضتها عبر قطع الطريق على أي إمداد ل"حزب الله" عن طريق البقاع، وربما دخلت من هناك في حال إندلاع أي حرب جديدة؟
تقول أوساط مقربة من ميقاتي إن الموضوع بات في متناول رئيسي الجمهورية والحكومة جوزف عون ونواف سلام، ولاسيما بعد اتصال عون بالشرع، فلا يمكننا الحديث بعد اليوم في هذه المسألة، وسبق أن عقدنا لقاء وأجرينا اتصالات بالشرع ويهمهم كثيراً ضبط الحدود، ويبدو أن العصيان من جهتهم، فهذه المرحلة وراءنا. الأمور شرحناها حينها كما هي، وعلى المعنيين اليوم مواكبة ما يجري من دون الخوض في تفاصيل أكثر .
توازياً، يبرز السؤال الأهم: كيف ستكون المعالجة لما يحصل على الحدود بين البلدين، بعدما تسلم الوزير المحسوب على "القوات اللبنانية" يوسف رجي حقيبة الخارجية، وخصوصاً أن هناك دعما "قواتيا" للقيادة السورية الجديدة؟ وهل يزور دمشق؟
في هذا السياق، لا ترغب أوساط وزير الخارجية في تناول الموضوع قبل أن تجتمع الحكومة وتشكل لجنة لصياغة البيان الوزاري وتنال الثقة، ولكن من الطبيعي أن يكون له دور واتصالات ولقاءات لاحقاً. وفي المقابل، يبقى أن المعلومات المتأتية من أكثر من جهة تؤكد أن ثمة خلفيات كبيرة لما يجري على الحدود، فلا يقتصر الموضوع على ضبطها أو عمليات التهريب والمعابر غير الشرعية، وقد يكون ربما قرار من القيادة السورية وعلى رأسها الشرع بالقضاء على معاقل "حزب الله" ومخازن السلاح التابعة له التي سيطر عليها، وانطلق منها يوم ساند النظام السوري المخلوع بقيادة بشار الأسد .