حرب السفن... واحتمالات تطورّها لصراع مفتوح بين إيران وإسرائيل

حذر تقرير لوكالة بلومبيرغ من تصاعد التوتر في المنطقة بسبب "حرب السفن" المتزايدة بين إسرائيل وإيران، والتي وصفها مراقبون بأنها صراع غير مباشر، اتساع نطاقه قد لا يخدم مصلحة الطرفين.

والسبت، رجحت طهران وقوف إسرائيل وراء الهجوم الذي استهدف السفينة الإيرانية "شهر كرد" في البحر المتوسط هذا الأسبوع.

ونقلت وكالة نور نيوز شبه الرسمية عن عضو لم تذكر اسمه في الفريق الإيراني الذي يحقق في الواقعة قوله، السبت "بالنظر إلى الموقع الجغرافي والطريقة التي استهدفت بها السفينة فإن أحد الاحتمالات القوية هو أن هذه العملية الإرهابية نفذها النظام الإسرائيلي".

إسرائيل، من جانبها، كانت قد اتهمت إيران باستهداف سفينة تابعة لها في خليج عمان، قبل نحو أسبوعين.

وقالت وكالة بلومبيرغ إن استهداف السفينة الإيرانية هو الأحدث في سلسلة مزاعم تغذّي التقارير التي تفيد بأن إيران وإسرائيل تستهدفان سفن بعضهما البعض.

وقال مسؤولون أميركيون وإقليميون إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، تنقل في الغالب نفطا إيرانيا، خشية استخدام أرباح النفط لتمويل التطرف في الشرق الأوسط، بحسب تقرير جديد لصحيفة وول ستريت جورنال، نشر مساء الخميس.

وإيران متهمة أيضا بمهاجمة سفن عدة في السابق بمياه الخليج.

وما يعزز المخاوف من اتساع الصراع، بحسب وكالة بلومبيرغ، هو تعثر المفاوضات حول الاتفاق النووي الخاص بإيران، بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه، قبل ثلاث سنوات.

وهددت إسرائيل مؤخرا بمهاجمة إيران إذا ما خففت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن العقوبات عن إيران وأعادت العمل بالاتفاق النووي.

وقال مصدر بالمخابرات الإسرائيلية إن بلاده تراقب عن كثب المنشآت النووية الإيرانية، وأضاف، بحسب موقع بريكينغ ديفينس، "الأشخاص الذين يتابعون ذلك الملف، يتم إطلاعهم على مدار الساعة".

ورد وزير الدفاع  الإيراني أمير حاتمي مهددا بدك مدينتي حيفا وتل أبيب، في حال هاجمت إسرائيل إيران، وفق صحيفة نيوزويك.

ويرى المحلل السياسي نادر الغول أن حرب السفن الجارية بين "البلدين" هي "مواجهة غير مباشرة خارج الحدود الدولية للبلدين.

وفي حديثه لموقع الحرة، استبعد الغول تطور الوضع الحالي بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة مفتوحة "لأنها لا تخدم مصالح "البلدين"، وهناك تواصل أميركي إسرائيلي بخصوص الملف النووي لإيران يمثل ضمانة بالنسبة لإسرائيل.

ومؤخرا، طبّعت إسرائيل علاقاتها مع دول عربية، بينها خليجية، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة.

ووسط هذه التوترات الإقليمية يجهد الرئيس بايدن لإحياء الاتفاق النووي الذي تعارضه إسرائيل بشدة بحجة أنه "أكبر خدعة في التاريخ"، ولا يمنع إيران من تطوير سلاح نووي.