حرب السودان مستمرة .. حصيلة مروّعة للقتلى وتحذيرات من كارثة صحية

كشف وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، عن رصد أكثر من 600 وفاة في مستشفيات السودان، منذ بدء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، السبت الماضي، وسط تحذيرات من انهيار وشيك للمنظومة الصحية.

وقال وزير الصحة في تصريحات لصحافيين إن 125 مستشفى في الخرطوم تأثرت جراء الاشتباكات، وتضررت أنظمة الكهرباء والماء فيها، بالإضافة نقص كبير في المعدات اللازمة لمستشفيات الأورام.
يأتي ذلك، في وقت أعلن فيه نائب رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء في السودان علي بشير إخلاء قسري لـ19 مستشفى في الخرطوم، محذراً من أن المنظومة الصحية "الهشة" في البلاد تعاني من الانهيار.
وطالبت نقابة الأطباء تطالب بفتح مسارات آمنة لتوصيل الوقود إلى المستشفيات لتشغيل مولدات الكهرباء.
وفي غضون ذلك، شكّلت وزارة الداخلية، آلية لجمع الجثث من الطرق والمواقع المختلفة؛ فيما أعلن والي شمال دارفور عن اكتمال دفن عشرات الجثمانين في الولاية، بحسب ما ذكر موقع سودان تربيون المحلي.
وذكرت الوزارة أن الآلية مسؤولة عن متابعة وصول واستلام المساعدات الإنسانية والإغاثية وحصر الجهات الأكثر احتياجاً لها مع إعطاء الأولوية للمستشفيات والمراكز الصحية، إضافة لتوزيعها بالتنسيق مع الجيش.
وضع إنساني مقلق
وتدهور الوضع الإنساني في البلاد، مع اضطرار معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ووفقاً لـ"فرانس برس"، منذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.
وبات على سكان الخرطوم اختيار أحد شرين: إما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جداراً أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار وتوقع أن يتم الاستيلاء على منازلهم وينهب كل ما لم يتمكنوا من حمله.